أكدت وكالة أنباء البحرين (بنا)، أمس الأربعاء، أن المسيرة الخضراء "جسدت مدى عمق تشبث المغاربة بكل شرائحهم بمغربية الصحراء وبالعرش العلوي المجيد"، مذكرة بأنه سار تلبية لنداء جلالة المغفور له الحسن الثاني، 350 ألف مغربي ومغربية، صوب الأقاليم الصحراوية لتحريرها من الاحتلال الإسباني. وبثت الوكالة مقالا حول احتفال المغرب، يوم الجمعة القادم، بالذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء، أبرزت فيه أن هذه المسيرة التي أعلنها جلالة الملك الراحل الحسن الثاني عام 1975، بعد صدور حكم محكمة العدل الدولية بلاهاي، والذي شكل اعترافا بشرعية مطالب المغرب لاسترجاع أراضيه في الصحراء، "كانت مناسبة أظهر المشاركون فيها للعالم قوة وصلابة موقف الشعب المغربي المتشبث بحقه في استرجاع أقاليمه الجنوبية".
وتعتبر هذه الذكرى، التي بصمت تاريخ المغرب الحديث، تضيف الوكالة، ذات دلالات عميقة تؤرخ لصفحات مشرقة من نضال الشعب المغربي من أجل الوحدة الوطنية، مذكرة بأن المغرب، وفي ظل عدم قابلية الاستفتاء للتطبيق، طرح مبادرة للحكم الذاتي عام 2007، تمنح لمنطقة الصحراء حكما ذاتيا موسعا في إطار السيادة الترابية والوحدة الوطنية، حيث لاقت هذه المبادرة ترحيبا واسعا من قبل دول العالم والمنظمات الدولية لجديتها ومصداقيتها من أجل إيجاد حل نهائي للنزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية.
وكان جلالة الملك محمد السادس، تردف الوكالة، قد أكد في الخطاب الذي ألقاه بمناسبة الذكرى ال39 للمسيرة الخضراء، أن مبادرة الحكم الذاتي هي أقصى ما يمكن للمغرب أن يقدمه من أجل إيجاد حل نهائي لنزاع الصحراء.
وأوردت وكالة أنباء البحرين، في هذا السياق، قول جلالة الملك: "إن المغرب عندما فتح باب التفاوض، من أجل إيجاد حل نهائي للنزاع المفتعل حول صحرائه، فإن ذلك لم يكن قطعا، ولن يكون أبدا حول سيادته ووحدته الترابية".
كما أشارت إلى تأكيد جلالة الملك بأن المغرب ليس لديه أي عقدة، لا في التفاوض المباشر، ولا عن طريق الوساطة الأممية مع أي كان، مشددا على أن سيادة المملكة على كامل أراضيها ثابتة، وغير قابلة للتصرف أو المساومة.
وجدد العاهل المغربي، تضيف الوكالة، استعداد المملكة للتعاون مع كل الأطراف، للبحث عن حل يحترم سيادته، ويحفظ ماء وجه الجميع، ويساهم في ترسيخ الأمن والاستقرار بالمنطقة، وتحقيق الاندماج المغاربي.
ومن ناحية أخرى، توضح الوكالة، دخلت الأقاليم الجنوبية، منذ تنظيم المسيرة الخضراء عهدا من الإنجازات المهمة والنوعية، ومن الدينامية في شتى المجالات والتي تعنى بالاهتمامات اليومية والتطلعات المستقبلية لسكان هذه الأقاليم، حيث تحولت مدن الأقاليم الجنوبية إلى "مراكز حضارية واقتصادية واعدة".
وأشارت إلى التعليمات الملكية القاضية بجعل الأقاليم الجنوبية نموذجا للجهوية المتقدمة المتجلية في تشكيلها قطبا فاعلا وأساسيا ضمن محيطها الوطني، والتكامل مع باقي الجهات في القضايا التنموية والاقتصادية المشتركة.
وقالت وكالة أنباء البحرين إن جلالة الملك محمد السادس يواصل مسيرة البناء، في جميع المجالات، في مناخ من التعبئة الوطنية وبروح تشاركية، بعد مسلسل استكمال الوحدة الترابية للمملكة، مبرزة أن جلالته "يؤكد عدم التفريط في أي شبر من تراب هذه المنطقة التي تشكل جزءا لا يتجزأ من تراب المملكة"، وهو ما شدد عليه في الخطاب الذي ألقاه في زيارته التاريخية لمدينة العيون في مارس 2002.