تنهي القوات الأميركية الثلاثاء ستة أعوام من التواجد العسكري في جميع المدن والنواحي والقصبات العراقية في مرحلة مهمة على طريق استعادة القوات العراقية المسؤولية الكاملة في البلاد. وستجري الثلاثاء مراسيم انسحاب القوات الأميركية من المدن والقصبات والنواحي العراقية على أن تستقر في قواعد خارجها، فيما استمرت الاحتفالات إلى وقت متأخر ليل الاثنين في بغداد. ويعقب ذلك انسحاب كامل عن البلاد نهاية العام 2011، وفقا للاتفاقية الموقعة بين بغداد وواشنطن في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي. وتعد هذه العملية، التي تأتي بعد ست سنوات على الغزو الأميركي للعراق، الخطوة الأولى نحو تولي المسؤولية الكاملة عن مصير البلاد لدى رحيل القوات الأميركية في نهاية 2011. وساعات قبل بدء الانسحاب، أعلن مسؤول في "جهاز مكافحة الارهاب" العراقي، الاثنين إحباط هجوم بالصواريخ على بغداد واعتقال ثلاثة إرهابيين بينهم عربي خططوا لتنفيذه الثلاثاء تزامنا مع انسحاب القوات الأميركية من المدن العراقية. وقال المصدر لوكالة فرانس برس إن "قواتنا أحبطت هجوما بالصواريخ على بغداد واعتقلت ثلاثة إرهابيين أحدهم عربي الجنسية، خططوا لتنفيذه يوم الثلاثين من حزيران/يونيو". واوضح ان "شاحنة محملة بأكثر من تسعين صاروخا كشفت وفق معلومات استخباراتية، عند أحد المداخل الغربية لمدينة بغداد، قبل ان تدخل الى المدينة". وأكد أن "الشاحنة استطاعت تجاوز أكثر من عشر نقاط تفتيش لأن الصورايخ كانت مخبأة في هيكل الشاحنة ومغلفة بمواد عازلة تماما". ويتولى جهاز مكافحة الارهاب، الذي يضم قوات عراقية خالصة ويرتبط برئاسة الوزراء مسؤولية ملاحقة عناصر الارهاب بدعم من القوات الأميركية. وسيتولى نحو 750 ألف عنصر من قوات الأمن العراقية مسؤولية أمن بلادهم اعتبارا من 1 تموز/يوليو بعد مغادرة القوات الأميركية المدن العراقية. واعتبارا من الأول من تموز/يوليو سيكون على القوات العراقية، التي تتألف من 500 ألف شرطي وما بين 200 الى 250 الف جندي، ملء الفراغ الذي ستتركه القوات الأميركية خصوصا في المدن الكبيرة مثل الموصل وبغداد، التي لا تزال تشهد اعمال عنف شبه يومية. وقد أعلنت الحكومة العراقية 30 حزيران/يونيو يوم عطلة بمناسبة انسحاب القوات الأميركية من المدن العراقية، لكن القوات الامنية كانت منتشرة بقوة لمنع اي مجموعات مسلحة من الاخلال بالامن. وقال المتحدث باسم الحكومة علي الدباغ إن "الحكومة قررت أن يكون 29 حزيران/يونيو يوم احتفالات وأن يكون 30 حزيران/يونيو يوم عطلة في القطاع العام بمناسبة انسحاب القوات الأميركية من المدن". وستقيم السلطات العراقية احتفالا "جماهيريا مركزيا" في بغداد بمناسبة "يوم السياد الوطني" في إشارة إلى انسحاب القوات الأميركية من المدن والبلدات، وسيحيي الحفل كبار الفنانيين العراقيين.