تسجيل 350 ألف مرض جنسي سنويا أزيد من 26 ألف مغربية يلتجئن سنويا إلى الطبيب من أجل إجراء فحص غشاء البكارة، وهو رقم يعكس معدلات عقود الزواج دون سن الأهلية التي يتم تحريرها سنويا من قبل قضاة وعدول المملكة. لكن مسؤولا بوزارة الصحة أوضح، في سياق الحديث عن الفحوصات الطبية التي يجريها كل من الزوج والزوجة من أجل الإدلاء بالشهادة الطبية المسلمة إثرها كوثيقة رسمية لتدوين عقد الزواج، أن الأطباء لم يعودوا يطلبون من المقبلات على الزواج إجراء فحص غشاء البكارة من أجل التأكد مما إذا كن عذراوات أم لا. ويضيف المسؤول ذاته أن الفحوصات الطبية التي تجرى للمقبلين على الزواج يقتصر فيها على التأكد مما إذا كان أحد الزوجين مصابا بأحد الأمراض الجنسية أم لا، أما فحص غشاء البكارة فلا يباشره الأطباء إلا إذا طلب منهم المعنيان بالأمر ذلك. بالنسبة إلى محمد كركيع، رئيس الجمعية المغربية للتخطيط العائلي التي سبق لها أن أنجزت دراسة حول عدد حالات الإجهاض بالمغرب، فإن فحوصات غشاء البكارة تظل سلوكا شائعا عند عدد من العائلات المغربية، وخصوصا عند الفئة العمرية المتراوحة ما بين 15 و24 سنة لدواع اجتماعية، حيث تريد الفتاة عبر هذا الفحص إظهار أنها محافظة على بكارتها وبالتالي على عفتها لعائلة العريس. وكشف رئيس الجمعية، في تصريح عن تفشي ظاهرة لجوء العديد من الأسر إلى خدمات الأطباء من أجل الحصول على شواهد طبية تثبت سلامة غشاء بكارة بناتها من أجل الإدلاء بها عند الاقتضاء، خاصة إذا ظهر مشكل ليلة الدخلة وشك أهل العريس في زوجة ابنهم. وأضاف محمد كركيع، الذي سبق لجمعيته أن كشفت عن تسجيل 600 حالة إجهاض يوميا بشكل سري بالمغرب، أن جمعيته يقصدها العديد من الفتيات من أجل إجراء فحص غشاء البكارة، وأن هناك العديد من الأسر المحافظة التي تنجز خبرات طبية لمعرفة ما إذا كانت العروسات المرتقبات لأولادها أبكارا أم لا. ولا تعكس الشواهد الطبية، التي ترفق عادة بوثائق تحرير عقود الزواج، واقع الحال، فالجاري به العمل أن الأطباء الذين يوقعونها لا يقومون بالفحوصات اللازمة. كما لا توجد مراكز خاصة بالفحص من شأنها أن تلزم المقبلين على الزواج من الجنسين بإجراء تحاليل تبين خلوهم من الأمراض الجنسية؛ فحسب مديرية الأوبئة بوزارة الصحة فإنه يسجل سنويا ما مجموعه 350 ألف حالة مرض جنسي، بما فيها السيلان، الزهري، الكميلة والإيدز ومختلف التعفنات المنقولة جنسيا. ولا تتضمن هذه الأرقام الحالات التي تم علاجها عن طريق الحصول على الدواء مباشرة من الصيدليات أو التداوي عن طريق اللجوء إلى الطب الخاص. من جانبه، أكد عبد السلام البوريني، نقيب هيئة العدول بالمغرب، أن عبارة البكر العذراء لم تعد تدون في عقود النكاح الحالية وصار يقتصر على تدوين عبارتي عازبة أو لم يسبق لها الزواج. وأوضح البوريني، أن مجموعة من الأسر التي تقصد مكاتب العدول تستقدم معها شواهد طبية تثبت أهلية العريس والعروسة للمعاشرة الزوجية، وأن قلة قليلة من هذه الأسر تستقدم معها خبرة طبية تثبت سلامة غشاء البكارة من الافتضاض.