قال مسؤول كبير من شركة "سامير" لتكرير البترول، في تصريح لهسبريس، إن الملياردير السعودي محمد حسين العمودي، صاحب مجموعة كورال المالكة للنسبة الكبرى من "سامير" يستعد للتدخل ماليا من أجل إنقاذها من الإفلاس الذي يتهددها بسبب مديونيتها المرتفعة التي تتجاوز 3.2 مليار دولار، إلى جانب عدم قدرتها على الحصول على خطوط تمويل من المصارف المغربية. العمودي يمتلك محفظة استثمارية في اوروبا والشرق الأوسط تضم شركة "برايم بتروليوم" وشركة النفط الاكبر في السويد وشركة "سفنسكا بتروليومد آند اكسبلوريشن" وشركة نفط الخدمات البترولية في المملكة العربية السعودية بالإضافة إلى شركة فورتيونا القابضة في لبنان وشركة سامير في المغرب. وعبر مصدر هسبريس بأن التدخل الذي تم إقراره من لدن الميلياردير السعودي محمد حسين العمودي سيتم من خلال الإقدام على عملية لرفع رأسمال الشركة المحتكرة لتكرير النفط وتوزيعه بالسوق المغربيّة، بينما لم يقم بتحديد قيمة المبلغ المالي الذي سيتم ضخه خلال هذا التعاطي. ذات المتحدث، الذي فضل عدم نشر هويته لحساسية موقعه، ذكر أن عملية رفع رأسمال ستتم قبل نهاية العام الجاري، وأن الإجراءات المتخذة تهدف لجعل نهاية سنة 2015 ختما لكل الأزمات التي تتخبط فيها شركة سامير نتيجة العديد من العوامل المتشابكة التي نالت من أموالها والتي تتصل بالظرفية العالمية التي مرت بها أسواق البترول الدولية في سنة 2014، حيث أثرت على مالية الشركة بعد اضطرارها إلى تخفيض أسعارها إلى مستويات جد متدنية مقارنة مع الأثمنة التي اقتنت بها البترول الخام. وقال المصدر: "هناك خلية عمل تشتغل على الخروج من هذه الأزمة العابرة التي نتوقع تجاوزها في بحر أيام.. وشركة سامير لا تريد الدخول في أي من الجدالات العقيمة بل تعمل بكل هدوء لإيجاد حلول ناجعة ودائمة، فهي مؤمنة وملتزمة بدورها الحيوي في ضمان الأمن الطاقي للمغرب.. والشركة تتوفر على مشروع لإعادة هيكلة مديونيتها التي تجاوزت 30 مليار درهم.. و وضعيتها المالية ستتعافي قريبا لتواصل برامجها التطويرية لمشاريعها الصناعية وتلك المتعلقة بتوزيع المحروقات". وأنهى سهم شركة سامير آخر تعاملاته، خلال حصة معاملات ثاني أيام الأسبوع الجاري، على إيقاع انخفاض قوي بلغت نسبته 10 في المئة بعدما استقر سعره في مستوى 127.80 درهم للسهم الواحد، وجاء ذلك على خلفية تناقل أنباء عن توقف نشاط الشركة، قبل أن يتدخل مجلس القيم المنقولة CDVM لوقف التداول في اليوم الموالي، قبل أن يصدر في ساعة متأخرة من مساء نفس اليوم بيان مقتضبا عن توقيف تداول سهم الشركة. الإحصائيات أبانت تدهورا في سعر سهم شركة سامير بلغت نسبته 82.49 في المئة منذ بداية سنة 2012 وإلى غاية يوم 5 غشت من السنة الجارية.. ويرى متخصصون في تحليل معاملات أسهم الشركات العاملة في القطاع الصناعي إن ما وقع لشركة لاسامير يجد تفسيره في الظرفية العالمية لأسواق المحروقات والتي أثرت على العديد من الشركات العالمية بشكل سلبي، لكن هناك جانب يتعلق بوجود سوء تدبير وقف وراء تفاقم الوضع المالي للشركة، خاصة في ظل الارتفاع الصاروخي لمديونيتها إلى مستويات لا يمكنها تحمله.. كما أن تدخل المساهم الرئيسي في الشركة، وهي شركة كورال التي يملكها الملياردير السعودي محمد حسين العامودي، يظل هو الحل الوحيد لإنقاذ واحدة من أهم الشركات الصناعية للمغرب، والتي تمت خوصصتها في سنوات التسعينات بسعر يقل كثيرا عن سعرها في السوق آنذاك.