كشف مسؤول من شركة «سامير» -رفض الكشف عن اسمه- أن الشركة أطلقت طلب عروض من أجل بيع حوالي 70 ألف طن من الكيروزين إلى الخارج، بعد أن رفعت قدرتها الإنتاجية إلى 200 ألف برميل يوميا وقال المسؤول ل«المساء» إن هذه الكمية من المحروقات ستباع على حصتين، ستُحمَل الأولى من معامل «سامير» في المحمدية ما بين 10 و15 شتنبر المقبل، والثانية ما بين 28 و30 من الشهر نفسه، مشيرا إلى أن الشركة أطلقت قبل ذلك طلب عروض آخر يتعلق ببيع 40 ألف طن من الدييزل، ثم إغلاقه في الأسبوع المنصرم. وأوضح مسؤول شركة «سامير» أن مشروع زيادة الطاقة الإنتاجية للشركة يشمل وحدة لتقطير البترول الخام، بطاقة 4 ملايين طن سنويا، ووحدة لإنتاج وقود الطائرات، بطاقة 600 ألف طن سنويا، مؤكدا أنه تم إدماج الوحدتين مع مركّب التكرير الحالي، لترتفع بذلك طاقة التكرير الإجمالية لمصفاة المحمدية إلى 10 ملايين طن سنويا، أي ما يعادل 200 ألف برميل في اليوم الواحد، وهو الشيء الذي سيُمكّن «سامير» من تلبية جميع حاجيات السوق المحلية وتصدير الكميات المتبقية إلى الخارج. وحسب بلاغ سابق للشركة، فإن الوحدتين تستخدمان أحدث التكنولوجيات في مجال التكرير («مريشم» وتكنولوجيات أخرى) مع اعتماد المعايير المتقدمة في مجال تحسين النجاعة الطاقية. وأضاف المصدر ذاته أنه تم إنجاز هذا المشروع في حدود الميزانية المخصصة له، والتي بلغت 1.6 مليار درهم واستغرقت مدة إنجازه 32 شهرا، مشيرا إلى أن فترة البناء عرفت توفير 3.8 ملايين ساعة عمل للمقاولات الوطنية ومكّنت من خلق 30 منصب شغل قار لأطر وتقنيين في مرحلة الاستغلال. ومن المنتظر أن تعزز «سامير» نشاطها من خلال التحول إلى إنتاج المواد البيتروكيماوية، عبر إنشاء مصنع جديد في مدينة المحمدية، خاصة أن «سامير» تملك جميع العناصر الضرورية لإنجاح هذا المشروع. وأكد مصدر من الشركة أن المغرب يصدر حاليا 1100 طن من مادة «النفطا» التي تمثل قاعدة أساسية في الصناعات البتروكيماية، بثمن بخس، في الوقت الذي يمكن أن يستغل هذه الكميات في إنتاج المواد البيتروكيماوية وسد الخصاص في هذا المجال. على مستوى آخر، يرتقب أن تساهم هذه الأنشطة في توفير موارد مالية مهمة للشركة، وبالتالي تساعد على خروجها من الأزمة المالية التي شهدتها خلال هذه السنة. وكانت أزمة الديون التي تعيشها شركة «سامير» قد استدعت تدخلا مباشرا من رئيس مجموعة «كورال» السعودية، محمد حسين العمودي، الذي حل بالمغرب من أجل إيجاد حلول عاجلة للأزمة التي تتخبط فيها أكبر شركة لتكرير النفط في المغرب. وقالت مصادر «المساء» إن العمودي التقى وزير الاقتصاد والمالية، نزار بركة، في محاولة لإقناعه بالتدخل لدى البنوك المغربية من أجل تسهيل عملية إعادة جدولة ديون شركة «سامير»، والتي بلغت مستويات مقلقة، مضيفة أن رئيس مجموعة «كورال» عقد، في الإطار نفسه، لقاء مع مسؤولين في مؤسسة «التجاري وفا بنك»، وكان من المفروض أن يلتقي وزيرَ الطاقة والمعادن إلا أن التزامات الأخير حالت دون ذلك.