أفاد محمد شقير، أستاذ باحث في العلوم السياسية، أن احتمال إعادة سيناريو مشابه لأحداث 11 شتنبر بنيويورك، في شمال إفريقيا من قبل تنظيم "داعش" وارد، وذلك في تعليقه على التقرير الصادر في الأيام القليلة الماضية عن المخابرات العسكرية بإيطاليا، والذي كشف عن وجود تخوف لدى أجهزة المخابرات الأوروبية كلها من إمكانية إعادة سيناريو "أحداث 11 سبتمبر" بشمال إفريقيا وخاصة المغرب وتونس والجزائر، وذلك بعد اعتراض معطيات تخص وقوف "دواعش ليبيا" وراء تدريب مقاتلين مغاربة على تنفيذ هجمات انتحارية باستعمال طائرات مدنية. وقال شقير في تصريح له لموقع "نون بريس"، إن "كل الاحتمالات واردة، فمنطقة البحر الأبيض المتوسط كانت قد عرفت اجتماعا في يخص الجانب الأمني بشمال إفريقيا، كي يتم التنسيق بين دول البحر الأبيض المتوسط لمواجهة العمليات الإرهابية، إضافة إلى أن المغرب وهو يحتضن جلسات الحوار بين الفرقاء الليبيين، يتعين عليه أن يأخذ هذه المسألة محمل الجد، ويتهيأ لكل الاحتمالات، من خلال الرد المناسب". وأضاف شقير أن قضية التهديدات الخاصة بالطائرات التي تم الاستيلاء عليها في ليبيا كانت مطروحة في الصيف الماضي، وهذا من بين الأسباب التي جعلت السلطات المغربية تخرج فرقة حذر إلى حيز الوجود، في المطارات وغيرها من الأماكن، فضلا على أن المغرب أصبح يشارك الدول في الحرب لمواجهة داعش، إذ أنه على مستوى حرب الشرق الأوسط، هناك طائرات مغربية خاصة بضرب داعش في منطقة سورياوالعراق، وهذا يجعله مستهدف سيما وأن هذه المسألة كان من بين نتائجها ضرب السفارة المغربية في ليبيا، يورد شقير. وأشار شقير أن التهديدات الإرهابية التي تحدثت عنها التقارير الإيطالية والتي تستهدف شمال إفريقيا، تسري على كل الدول المغاربية "الجزائر وتونس والمغرب.." مبرزا أن طائرات "داعش" قد تمر من كل هذه الأراضي أو المجالات الجوية الخاصة بالجزائر وتونس كي تصل إلى المغرب، مما يستوجب على الدول المغاربية أن تعمل على توحيد جهودها وتقوم بالتنسيق فيما بينها لمواجهة الخطر القائم الذي يهدد المنطقة. وأوضح شقير أن المغرب ليواجه الخطر الإرهابي المحتمل من قبل داعش، عليه أن يقوم بالتنسيق مع كل دول الجوار بما فيها الجزائر، كما أن التنسيق مع هذه الأخيرة ضرورة قصوى رغم كل الاختلافات بين البلدين. وخلص شقير أنه يتعين على المغرب أخذ الاحتياطات اللازمة لحماية مطاراته ومجاله الجوي، بالإضافة إلى التنسيق مع مختلف دول الجوار، لمواجهة الخطر،والعمل على إيجاد كل البدائل والوسائل لدرء الخطر على مختلف الأصعدة، والتهيء لأي خطر يمكن أن يشكل فعلا إجراميا سواء داخل التراب المغربي أو خارجه. وفي السياق ذاته، كشفت تقارير إعلامية عن أنَّ المخابرات الإيطالية، حذرت المغرب وتونس والجزائر من تهديدات جوية من داخل ليبيا، مشيرة إلى أنه يتم الإعداد لعملية شبيهة بهجوم 11 سبتمبر 2001 على نيويورك تستهدف عواصم الدول المجاورة، بما في ذلك دول الجنوب الأوروبي. وبيّنت التقارير أنّ عددًا من الطيارين الانتحاريين يجري تدريبهم حاليا من طرف جماعات موالية لتنظيم "داعش" في العراق والشام، وأن هناك بعض المغاربة ضمن المقاتلين الذين تم تدريبهم لتنفيذ عمليات انتحارية بطائرات مدنية وعسكرية متطورة.