دعا الملك محمد السادس، السبت، الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، إلى "الارتقاء" بالعلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين. جاء ذلك خلال برقية تهنئة بعث بها العاهل المغربي إلى الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، بمناسبة إحياء بلاده للذكرى الستين لاندلاع ثورتها التحريرية، نشرتها وكالة الأنباء المغربية الرسمية. وجدد العاهل المغربي، خلال البرقية، "التأكيد على حرصه الدائم على مواصلة العمل سويا مع الرئيس الجزائري من أجل تمتين أواصر الأخوة الصادقة التي تجمع بين الشعبين الشقيقين". وذكّر العاهل المغربي ب"التضامن والتلاحم بين الشعبين طيلة فترة مقاومتهما للاستعمار". وفي سياق متصل، أعرب رشيد الطالبي العالمي، رئيس مجلس النواب (الغرفة الأولى بالبرلمان المغربي)، اليوم، عن تهنئة الشعب المغربي للجزائر، بمناسبة تخليدها للذكرى 60 لاندلاع ثورتها التحريرية. جاء ذلك خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر السابع والثلاثين للاتحاد البرلماني الأفريقي، المنعقد اليوم السبت وغدا الأحد بمقر البرلمان المغربي، لمناقشة "كفاح البلدان الأفريقية ضد الإرهاب من خلال بناء القدرات الوطنية وتعزيز التعاون الدولي، وتحقيق التنمية المستدامة في البلدان الأفريقية". يشار إلى أن وزارة الشؤون الخارجية والتعاون المغربية استدعت، السفير الجزائري بالمغرب أحمد بن يمينة، يوم 18 من الشهر الماضي، على خلفية إطلاق عنصر من الجيش الجزائري 3 عيارات على عشرة مدنيين مغاربة، وذلك على مستوى الشريط الحدودي شمال شرق مدينة وجدةالجزائرية، مما خلف إصابة مواطن مغربي، بحسب بيان للخارجية المغربية. واعتبرت وزارة الخارجية المغربية، في بيانها، أن هذا الحادث "خطير ولا يمكن السكوت عنه، إذ تنتظر الحكومة المغربية الرد الجزائري، وعلى ضوئه ستقرر الحكومة التدابير الضرورية إزاء هذا الحادث". وردت الجزائر بالمثل، حيث استدعت وزارة الخارجية الجزائرية القائم بالأعمال المغربي في الجزائر يوم 19 أكتوبر الماضي. كما طالب وزير الخارجية المغربية صلاح الدين مزوار، الثلاثاء الماضي، بالبرلمان المغربي، بلجنة تحقيق لمعرفة حقيقة حادث إطلاق الجيش الجزائري النار على مواطن مغربي. من جانبه، اتهم وزير الشؤون الخارجية الجزائري، رمطان لعمامرة، في تصريحات صحفية، الخميس، الحكومة المغربية باعتماد استراتيجية تستهدف "زرع التوتر بين البلدين". ووقعت عدة أزمات في العلاقات بين المغرب والجزائر بشأن الصحراء، الذي يراه المغرب جزءا لا يتجزأ من أراضيه، ويتهم الجزائر بدعم جبهة البوليساريو (الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب) التي تنازع الرباط على هذا الإقليم.