تحرير جريدة الجسور على إثر الشكاية التي توصل بها الفرع الجهوي للمركز المغربي لحقوق الإنسان بالجهة الشرقية، من قبل ساكنة حي السلام وعددا من نشطاء المجتمع المدني ببلدية راس الماء، التابعة لإقليم الناظور، حول الاستغلال البشع للمنطقة في تشييد مقالع الرمال عشوائية، بلغت إلى قلب مدينة رأس الماء، حيث اقتربت بعضها بأقل من 40 متر عن دور المواطنين.
قرر المركز إيفاد أحد مناضليه لتقصي الحقائق و إعداد تقرير في الموضوع، حيث انتقل رئيس الفرع الجهوي بوجدة، الأخ الحاج موسى رشيدي، لعين المكان من أجل القيام بمهمته الصحافية و الحقوقية و توثيق واقع الحال بالصوت والصورة، وذلك صبيحة يوم الإثنين 11 غشت 2014 ، ليتفاجأ بوجود عدد من شباب مدينة راس الماء، متحلقين في شكل اعتصام أمام عدد من الشاحنات، التي تنفث الغبار على الطرقات والمباني ومساكن المواطنين، مطالبين بضرورة رفع الأضرار التي نجمت عن هذه المقالع الغير قانونية، والتي تسببت في عيش الساكنة في أجواء يملأها الغبار، نجمت عنها أمراض تنفسية مزمنة وغيرها، فضلا عن استنزاف المجال البيئي. وبعد وصول موفد المركز المغربي لحقوق الإنسان إلى عين المكان،و عند مباشرته لمهامه، تعرض لاعتداء شنيع بالسب والقذف والضرب من قبل بعض البلطجية، الذين حاولوا منعه من إنجاز مهامته، لدرجة قيام أحدهم بمصادرة ألة التصوير و انتزاعها منه بالقوة. ورغم اتصالات النجدة التي وجهها رئيس الفرع المعتدى عليه إلى عناصر من الدرك الملكي وممثلي السلطات العمومية، إلا أن أحدا لم يحضر وقت الاعتداء، إلا بعد أكثر من ساعتين، بعدما تمت سرقة أغراضه، خاصة كاميرا التصوير، التي تتضمن فيديوهات وصور خاصة بالتحقيقات التي يباشرها الفرع الجهوي للمركز المغربي لحقوق الإنسان.
وعليه، فإن فرع المركز المغربي لحقوق الإنسان بالجهة الشرقية، يعلن للرأي العام ما يلي : - تضامنه مع ساكنة رأس الماء إزاء محنتها مع مخلفات مقالع الرمال العشوائية، التي جعلت حياتهم جحيما على مرآى ومسمع من ممثلي السلطات العمومية محليا وإقليميا وجهويا. - يستنكر التواطؤ المكشوف والمفضوح لباشا مدينة رأس الماء وعناصر الدرك الملكي مع بارونات مقالع الرمال العشوائية، ويعتبر ممارساتهم في حق الساكنة، والتي تنطوي على دفاع مستميث على مصالح أرباب المقالع شططا في استعمال السلطة، واستغلالا للنفوذ . - يعبر عن استهجانه الشديد للاعتداء الهمجي الذي تعرض له مناضله و رئيس فرعه بالجهة الشرقية الأستاذ موسى رشيديعلى خلفية زيارته لمدينة رأس الماء للتحقيق في خروقات مقالع الرمال في حق الساكنة، - يطالب النيابة العامة بالناظور بمباشرة تحقيقاتها بخصوص الاعتداء الهمجي الذي تعرض له الأخ المناضل و الصحافي الأستاذ موسى رشيدي، وإرجاع الممتلكات التي تمت سرقتها منه، ومتابعة المعتدين بتهمة الاعتداء والسرقة الموصوفة. - يطالب السيد وزير الداخلية بفتح تحقيق في تدخلات باشا مدينة رأس الماء، وكل ممثلي السلطات العمومية، المتواطئين في جريمة انتهاك حقوق ساكنة رأس الماء، والعمل على رفع الأضرار الناجمة عن هذه التدخلات غير القانونية. - يطالب السيد وزير التجهيز بفتح تحقيق في قانونية مقالع الرمال برأس الماء، والعمل على إحالة المتورطين في الاستغلال البشع، الذي يذر على مستغليه أموالا طائلة، لا تنفع الساكنة ولا تذر على صندوق الدولة ما يبرر وجود هذه المقالع. - يطالب إحالة المتورطين في نهب المال العام، من خلال استغلال مقالع الرمال، وخاصة بعض السياسيين المتنفذين، الذين يتبجحون بالدفاع على حقوق المواطنين، في حين همهم لا يقتصر في الإثراء الفاحش على حساب المال العام وعلى حساب حياة ومستقبل وراحة المواطنين الأبرياء بمدينة رأس الماء، - يعبر عن رفضه القاطع تسييس قضية مقالع الرمال العشوائية بمدينة رأس الماء، ويطالب بالتحقيق القضائي حول قانونيتها والفوضى العارمة التي يتسبب فيها بعض السياسيين، الذي عاثوا في المدينة فسادا ونهبا ونفوذا. - يشيد بعمل هيئات المجتمع المدني النشيطة، التي تدافع على حقوق المواطنين بمدينة رأس الماء، و يتوعد بخوض أشكال نضالية في مؤازرة المواطنين بمدينة رأس الماء إلى حين تحقيق ممطالبهم في ترشيد مقالع الرمال، والتصدي لانتهاكاتها في حق الساكنة وفي حق البيئة.
وحرر بوجدة بتاريخ 12 غشت 2014 الفرع الجهوي للمركز المغربي لحقوق الإنسان بالجهة الشرقية (م.غ.ح ديمقراطية مستقلة)