لم يكد يمضي أسبوع واحد على دعوته إلى حل حزب الأصالة والمعاصرة، حتى عاد عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة، يوم أمس، إلى توجيه مدفعيته صوب «الأصالة والمعاصرة» من جديد وبمستوى أعنف، وهو الأمر الذي اعتبره عدد من المحللين مؤشرا على اعتماد العدالة والتنمية «خطة هجومية» في تعامله مع البام، تروم الضغط عليه ومحاولة إضعافه ما أمكن في أفق الانتخابات المحلية لسنة 2015. فقد دعا بنكيران، خلال لقاء للمستشارات الجماعيات لحزبه بالرباط، البام إلى «حل نفسه»، واعتبر أن ذلك هو «قدره المحتوم في النهاية». وقال الأمين العام للبيجيدي إن «النصيحة التي قدمتها للحزب المعلوم هي ما سيقع في النهاية»، والسبب، في نظره، يكمن في أن «المعطوب سيبقى معطوبا مهما حاولت إصلاحه»، معتبرا أن «حالته تزداد سوءا يوما بعد يوم»، منذ أن «عرّاه الربيع العربي على حقيقته». وأعلن بنكيران نيته مواصلة الضغط على «البام» في الشهور المقبلة، و«فضح الخلطة الهجينة وغير الموفقة» التي تشكل منها.
وانتقد بنكيران الطريقة التي تناولت بها وسائل الإعلام تحركات رئيس الحكومة ووزراء حزبه قائلا: «يتكلمون عنا كأننا حدث طارئ وسرعان ما سنوضع في الرفوف»، متعهدا ب«الدفاع عن الوطن ومصالحه مهما كانت الظروف وبالشراسة ذاتها»، كما توعد ب«مواجهة الفساد والاستبداد، سواء في الحكومة أو المعارضة».
في المقابل، حذر رئيس الحكومة مستشارات حزبه من الدفاع عن «المخطئين» داخله، ف«نحن لسنا طائفة، بل أناس مجتمعون على قيم، كل من التزم بها فهو منا ونحن منه، وكل من تنكر لها سنتخلص منه حتى لو كان أمينا عاما».
من جهة ثانية، خرج سعد الدين العثماني، وزير الخارجية السابق ورئيس المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، عن تحفظه، ودافع عن وزراء حزبه بقوة مقارنا بينهم وبين الوزراء السابقين. وقال العثماني، في ندوة نظمها حزبه بفاس حول «الجهوية المتقدمة وآفاق التنمية»: «إن وزراء العدالة والتنمية، وإن لم ينجحوا في إتمام الإصلاحات المطلوبة بسبب مقاومة خصوم الإصلاح، فهم لم يدخلوا ولو فلسا واحدا إلى جيوبهم». وكان اللقاء مناسبة هاجم فيها العثماني مديرة الأخبار بالقناة الثانية، قائلا: «إن سيطايل موظفة عمومية، وهي الآن ترفع صوتها وتتطاول على رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، ونحن الآن «حاصلين معاها»، فهي ترفض تطبيق القواعد والضوابط الأخلاقية التي وضعتها الحكومة للارتقاء بالإعلام العمومي والخاص»،