بمجرد أن وصلت المساعدات الإنسانية إلى «مخيم اليرموك» المخصص لللاجئين الفلسطينيين بأطراف العاصمة دمشق امتلأت الشوارع والأزقة بالمئات من ضحايا الحرب المحاصرين والمجوعين منذ أشهر. وقد تداولت الصحف العالمية ومستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي صورة نشرتها وكالة «الصحافة الفرنسية» لقيام وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» بتقديم المساعدات داخل مخيم اليرموك المحاصر. وتبين الصور فداحة الكارثة الإنسانية التي يرزح فيها السوريون في نقاط المواجهة بين الجيش النظامي والمعارضة السورية المسلحة. ونجحت «أونروا» في الحصول على موافقة الأطراف المتقاتلة للسماح لموظفيها بإيصال وتوزيع الإعانات الغذائية للسكان. ومخيم اليرموك، الذي أنشئ عام 1957 لإيواء اللاجئين الفلسطينيين داخل سورية، كان قد تعرض لقصف مدفعي وضربات جوية من جانب جيش النظام وأصبح ساحة معارك ضارية ما بين القوات الحكومية ومقاتلي المعارضة. وفي الآونة الأخيرة تحول المخيم، الذي يبعد عن العاصمة دمشق بحوالي ثمانية كيلومترات، إلى ملجأ للسوريين الهاربين من الأرياف. وبلغ عدد النازحين السوريين داخل بلادهم بسبب النزاع المسلح الدائر في سورية 4.25 ملايين شخص، وفق مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأممالمتحدة، بينما تجاوز عدد القتلى 800 ألف.