هل سيترشح نوبير الأموي قائد الكنفدرالية الديموقراطية للشغل لولاية جديدة على رأس هذه المركزية النقابية أم لا؟ سؤال يردده المتتبعون للشأن النقابي، إلا أن الأخبار القادمة من كواليس النقابة تؤكد بأن الزعيم التاريخي «لن يترشح»، وذلك بعد اقتراب موعد المؤتمر الوطني الخامس للنقابة، الذي ستنطلق أشغاله عشية غد الجمعة بالدار البيضاء. «هناك عدة أسباب دفعت بنوبير الأموي إلى عدم الترشح لولاية جديدة» ،يقول مصدر من الكنفدرالية الديموقراطية للشغل، والتي لخصها بالدرجة الأولى في «تقدم السن والوضعية الصحية التي يجتازها الأموي منذ مدة»، وأضاف المصدر نفسه سببا آخر جعل قائد النقابة يقتنع بالتخلي عن قيادة المركزية إلى زعيم آخر وهو «قضاؤه مدة طويلة على رأس المنظمة النقابية». غير أن عدم ترشح الأموي لولاية جديدة لا يعني غيابه عن تتبع ما يجري داخل النقابة، فلم يستبعد المصدر الكنفدرالي ذاته، أن «يتم إحداث منصب رئيس شرفي خلال أشغال المؤتمر الوطني الخامس وإسناده إلى هذا الزعيم التاريخي»، الذي تجمع قواعد المركزية النقابية وكذا قياداتها ببقائه حاضرا ضمن هياكلها. الأموي، الذي «سبق له أن عبر غير ما مرة لمقربيه بأنه لن يترشح مرة أخرى لقيادة الكنفدرالية الديموقراطية للشغل»، يقول المصدر النقابي، يقود النقابة منذ تأسيسها في عام 1978، أي منذ 35 سنة، غير أن وضعيته الصحية وسفرياته إلى الخارج من أجل تلقي العلاج قد عجلت باتخاذ قائد الكنفدراليين قرار الاعتزال، وهو «القرار الذي تفهمه باقي أعضاء القيادة النقابية»، يوضح المصدر نفسه. وإذا كانت نقابة الكنفدراليين تعيش على «واقع تراجع تنظيمي كبير»، يؤكد المصدر الكنفدرالي، الذي لم يخف أنه يحتاج إلى جرعة جديدة، فإن تجديد هياكل المركزية النقابية من المرتقب أن تسبقه نقاشات حادة خلال أشغال المؤتمر، بعد إصرار الأموي على عدم الترشح، الأمر الذي سيؤجج الصراع حول من سيخلفه. أسماء كثيرة دخلت على الخط للظفر بمنصب الكاتب العام للكنفدرالية الديموقراطية للشغل، كلهم من الدائرة المقربة للأموي وأعضاء بالمكتب التنفيذي للنقابة، فإذا كان علال بلعربي مرشحا بقوة لقيادة الكنفدرالية، حسب المصدر نفسه، بمبرر أن عددا من التيارات داخل النقابة تتوافق على هذا الاسم، فإن أسماء أخرى ستدخل على الخط، وفق المصدر ذاته، من بينهم الكاتب العام لحزب النهج الديموقراطي، مصطفى البراهمة، ونائب الأموي على رأس النقابة، عبد القادر الزاير. إلا أن لائحة المرشحين لمنصب الكاتب العام للنقابة، وإن كانت «لا تزال مفتوحة» في انتظار بروز مترشحين جدد، يقول المصدر الكنفدرالي، فإن القيادي بالكنفدرالية والكاتب العام للنقابة الوطنية للتعليم علال بلعربي، تبقى حظوظه كبيرة لقيادة الكنفدرالية بعد تشبث «الأموي وأغلب المؤتمرين به ككاتب عام جديد للنقابة»، يوضح المصدر، وذلك نظرا «لمكانته الجيدة داخل النقابة ولشبكة علاقاته الواسعة مع قواعدها