على مدى عقود جربت وصفات عديدة وكثير لإصلاح التعليم ،آلت إلى الفشل .آخرها المخطط الاستعجالي الذي صرفت عليه اموال طائلة من جيوب دافعي الضرائب وفي نهاية المطاف بلادنا في ذيل الترتيب العالمي في مجال التعليم وهنا يجب ان نطرح عدة تساؤلات من بينها اين هو المشكل ؟ومن المسؤل عن هذه الوضعية ؟من يجب ان نحاسب ؟لماذا ظل هذا القطاع عصي على الغصلاح ؟ وهل تملك الدولة الحكومة الحالية تصورا واضحا لأي اصلاح منشود ومرتقب من الجميع . أكيد أن المسؤولية مشتركة تتحملها الدولة ، في شخص الحكومات المتعاقبة وهيئة التدريس التي لم تطالب بتطوير أدائها عبر التكاوين المستمرة، والإبداع في تمرير المناهج التعليمية وكذلك الأسر التي غابت في توجيه أبنائها حسب ميولاتهم وقدراتهم المعرفية . وقد جاء في تقارير البنك الدولي ملاحطات مهمة من بينها : تسلسل الفشل المدرسي وتراكميته, لدرجة لا يدرك مستوى الباكلوريا معه إلا 13 طفل من أصل 100, وضمن هؤلاء ال13 من هو أو كان مكمن رسوب واحد على الأقل, ولكأن ماكينة الفشل تشتغل تلقائيا بمجرد ما أن يضع الطفل قدميه بالفصل, وإلى حين تخرجه من الجامعة…هذا إذا لم تدركه إحدى عجلات الماكينة, فتقصيه ببداية الطريق أو بالوسط, أو تلاحقه بعد التخرج. وهو يضع اليد ليس فقط على نسبة ال 40 بالمائة من الأمية التي باتت عاهتنا المستدامة بالمغرب دون منازع، بل ويضعها أيضا على نسب تجهيز المدارس بالقرى, بالمرافق الأساس كالكهرباء والماء والصرف الصحي وشروط التطبيب, والتي يبلغ الخصاص بها مجتمعة أكثر من 75 بالمائة, ولكأنما المغرب حقا وحقيقة, بجانب التعليم بالبادية, بإزاء نكبة أو نكسة, أو بجزء من الكوكب ضربه الطوفان, فاستفاق ليعاود عملية الترميم من الصفر إن المغرب لم يضع التعليم يوما ضمن رهاناته بل تركه بعدما حدد الخطوط الحمراء, في التدبير استنزفوا موارده الضخمة, وخصخصوا لفائدتهم ولفائدة لوبيات تدور بفلكهم, جوانب كبرى من القطاع, حتى باتت المنظومة برمتها مكمن بيع وشراء خالص, بالمدارس الخصوصية, بالكتب المدرسية, وبالمناهج المتجاوزة على حق الطفل في التعلم والمعرفة. فقد اصبح التعليم في المغرب في السنوات الاخيرة في تراجع مستمر وفي تدني غير مسبوق وهذا يعتبر مؤشراً خطيراً وخاصةً في هذه الظروف التي نتطلع فيها لجيلٍ صاعد يحقق للامه غايتها ويفي باحتياجاتها فالتعليم حالياً في صورة سيئة فالدولة لم توفر للمعلمين ومعظم المدارس يوجد بها نقص وفي مواد مهمة وأساسية والمدرسين هدفهم الأول تقاضي المرتبات الشهرية ونسوا انهم يربوا أجيالا آمال الأمه متعلقة بهم، أما الطلاب فحدث ولا حرج، ضعيف مستواهم قصيرة مفاهيمهم، ضيقة مداركهم، لا يعرفون جانب البحث والإبداع . هدفهم وغايتهم الحصول على الشهادة وذلك في وجود العامل الحفاز ( الغش , الرشا ) وإذا استمر الحال هكذا فإننا سنفتقر للعلماء والمخترعين والمبدعين وسنظل نتغنى بعلمائنا السابقين العرب كالخوارزمي وابن حيان والرازي ونتفاخر بالبوصلة والاسطرلاب . ولحل هذه المشكلة فإن على الدولة توفير كل من شأنه أن يطور القاعدة التعليمية وعلى المدرسين ان يبذلوا كل جهدهم وذلك من خلال قطع المناهج في كل المراحل نظراً لأنها متسلسلة ومترابطة ومكملة لبعضها البعض وعلى الطلاب أن يكون هدفهم الأول تحقيق الغايات المنشودة وذلك من خلال المثابرة والإبداع وتنمية المعلومات و المعارف.