أثار نبأ استبعاد ثلاثة شبان إماراتيين من مهرجان الجنادرية الوطني للتراث والثقافة في السعودية بسبب وسامتهم، ردود فعل شاجبة في الامارات وكذلك في المملكة العربية السعودية نفسها. فقد تناولت العديد من الصحف المحلية الأسبوع الماضي خبر إبعاد الشبان الثلاثة من جناح الإمارات المشارك في المهرجان بعد أن طلب محتسبون استبعادهم خشية "فتنة" الزائرات للجناح، "مما دعا المسؤولين عن الجناح الى استعجال إجراءات سفرهم إلى أبوظبي تخوفا من مشكلات قد يجلبها تواجدهم في المهرجان" بحسب مسؤول في المهرجان.
والشبان الثلاثة أعضاء في احدى فرق "اليولة" الشعبية، وهي رقصة فلكلورية شهيرة في الإمارات تؤدى بالسيف أو البندقية، على إيقاعات أغان شعبية حربية أو "شلة"، وهي القصيدة المغناة، وتعكس الرقصة شموخ المحارب وفخره بالذود عن بلاده، وهي تتطلب مهارات وتدريب مستمر.
وقال أحد الحضور في الجناح لوكالة فرانس برس مفضلا عدم ذكر اسمه "الشبان الثلاثة مثلهم مثل بقية شباب الإمارات ولا يميزهم شيء مختلف أو مبهر، وقد ظهروا بنفس الهيئة التي يظهرون عليها في مسابقات (اليولة) التي تنقل على التلفزيون".
وكانت عروض "اليولة" قد استقطبت زوار جناح الإمارات في المهرجان بشكل لافت، حيث تقدم الإمارات في جناحها العديد من أشكال الفنون الشعبية والتراثيات التي تتميز بها ثقافة الإمارات المتنوعة بين الحياة البحرية والبرية.
وتناول العديد من مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي خبر استبعاد الشبان وعلقوا عليه بالاستنكار أو التهكم، كما تناولوا مقطع فيديو لرجال الحرس الوطني يقومون بإبعاد أحد رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عن جناح الإمارات، بعدما اقتحم ساحة "اليولة" محاولا إيقاف الرقصة.
من جهة أخرى اعتبر أمير الرياض الأمير خالد بن بندر بن عبد العزيز الاربعاء أن "الحادث عرضي" حسبما نقلت عنه جريدة المدينة السعودية، ودعى إلى عدم إعطاء الحادثة أكثر من حجمها، مؤكدا "أنها لن تتكرر مرة أخرى".
وكان الكاتب السعودي في جريدة عكاظ خلف الحربي قد وصف الحادثة بانها "مضحكة"، في مقال له بعنوان "حزب مكافحة الحياة" انتقد فيه هجوم المتحفظين على المهرجان منذ سنوات.
واضاف "إن أنصار نظرية مكافحة الحياة ووأد الفرح بكل أشكاله وألوانه يحاولون محاربة هذا المهرجان التراثي البسيط الذي يعد واحدا من النشاطات (السياحية) القليلة التي بقيت في العاصمة".