“قالوا ياذا القرنين أن يأجوج ومأجوج مفسدون في الأرض فهل نجعل لك خرجا على أن تجعل بيننا وبينهم سدا، قال ما مكني فيه ربي خيرفأعنينوني بقوة أجعل بينكم وببينهم ردما (سورة الكهف) وفي تصريح عجيب عقب صلاة المغرب بمسجد عمرو بن العاص بالقاهرة شبه السيد/ محمد بديع مرشد الأخوان المسلمين “الأخ” محمد مرسي (رئيس مصر) بأنه “ذو القرنين” حين قال أعينوني بالقوة لكي يبني سدا بينهم وبين يأجوج ومأجوج، خلافا لعبد الناصر والذي أخذ يغني لمدة 11 سنة،”قلنا حنبني آدي إحنا ينينا السد العالي”، وهذا هو نص تصريحات محمد بديع (انقر هنا) وما فات السيد محمد بديع بأن عبد الناصر بنى بالفعل السد العالي رغم الأغاني، أما “الأخ” مرسي فلم نر منه حتى الآن لا أغاني ولا بناء لا سد عالي و لا سد واطي وكل ما سمعناه منه أثناء الحملة الإنتخابية الرئاسية هو كلامه عن طائر النهضة، ذو الجناحان وله مؤخرة أيضا، وحتى الآن لم نشاهد من طائر النهضة سوى المؤخرة، ويبدو أن طائر النهضة هو طائر يطير بمؤخرته، والحقيقة عندما شاهدت “الأخ” مرسي أثناء الحملة الإنتخابية يتحدث عن طائر النهضة فهمت ان للطائر الغريب جناحين مثل كل الطيور، ولكني لم أفهم وقتها لماذا ذكر “الأخ” مرسي مؤخرة الطائر حيث أنني لم أكن أعلم أن لمؤخرة الطيور أهمية كبرى في تحديد مقدرتها على الطيران، حتي شاهدت أداء “الأخ” مرسي في الشهور الأولي من حكمه لمصرففهمت تماما ما يعنيه بأن لطائر النهضة مؤخرة، حيث تيقنت بأن طائر النهضة هو طائر غريب من نوعه فهو الطائر الوحيد في العالم الذي يطير بمؤخرته، لذلك كان من الطبيعي أن يطير للخلف ويأخذ مصر معه للخلف، فمصر الآن تطير بسرعة طائر النهضة للخلف، فقد قطعت مصر في شهور “الأخ” مرسي وبقيادة طائر النهضة سنوات من الطيران للخلف، ومصر على وشك أن تفقد مائتي سنة من المدنية والتطور والحضارة الحديثة بفضل طائر النهضة الذي يطير للخلف “مارشديير” بلغة الميكانيكية المصريين!! وطائر النهضة يطير للخلف بسرعة أسرع كثيرا من سرعة الخواجة النمساوي فيليكس الذي هبط من حدود الفضاء الخارجي بسرعة الصوت، ومصر تطير تجاه الهاوية بنفس السرعة تقريبا أو أكثر. … و”الأخ” مرسي مش مصدق أنه رئيس لمصر ومعظم قرارته فيها تخبط طائر النهضة الذي يطير بمؤخرته، فإذا كنت طائرا مثل طائر النهضة وتسير بمؤخرتك فأنت عرضة للتخبط لأن الله لم يخلق لك عينين في مؤخرتك، ولكن الله خلق لنا العينين في مقدمة رأسنا حتى نسير للأمام دائما، ووحدهم يتخبطون الذين يسيرون للخلف مثل طائر النهضة، لذلك لم أتعجب من قرارت “الأخ” مرسي الأخيرة (22 نوفمبر 2012) لأنه ما زال متأثرا بمؤخرة طائر النهضة. فقد عاد بنا “الأخ” مرسي إلي عهد فرعون عندما قال “فقال أنا ربكم الأعلى” (سورة النازعات) و “لا يسأل عما يفعل وهم لا يسألون” (سورة الأنبياء). والحقيقة أن ما فعله “الأخ” مرسي هو إنعكاس لحالة الإنفلات والتسيب والتى تشهدها مصر منذ قيام ثورة 25 يناير، فكل مواطن مصري يتصرف الآن بطريقة (لا يسأل عما يفعل وهم يسألون) العمال والموطفون حين يضربون ويقطعون الطرقات لأتفه الاسباب وأحيانا بدون سبب إنما يفعلون ذلك لأنهم مطمئنون إلى أنهم لن “يسألوا عما يفعلون” وعندما يضرب بعض العمال اصحاب العمل بالعصا، فإنهم يفعلون ذلك لأنهم لم يجدوا أحدا “يسألهم عما يفعلون”، وعندما يرفض اصحاب المحلات إغلاقها في الساعة العاشرة مساء حسب قرار رئيس الوزارة المصري فإنهم يفعلون ذلك لأنهم لم يجدوا أحدا “يسألهم عما يفعلون”، وعندما نام عامل مزلقان قطار أسيوط والذي أدى إلي كارثة مقتل أطفال منفلوط، فإنه فعل ذلك لأنه يعرف بأنه “لن يسأل عما يفعل”، وعندما لا يحترم معظم المصريون قواعد المرور والتي تتسبب في حوادث قاتلة بشكل يومي فذلك لأنهم يعرفون تماما بأنهم “لا يسألون عما يفعلون”، وعندما يلقي المصريون قاذوراتهم في الشوارع حتى أصبحت القاهرة من أقذر مدن العالم فيفعلون ذلك أنطلاقا من أ نهم “لا يسألون عما يفعلون”، وعندما يهاجم بعض المشايخ على شاشات الفضائيات شركاء الوطن من مسيحيين وليبراليين وعلمانيين ويساريين ويتم وصفهم بإقذع الألفاظ فإنهم أيضا يفعلون ذلك أنطلاقا من أنهم “لا يسألون عما يفعلون”، والقائمة طويلة تحتاج إلي مجلدات، لذلك فإن “الأخ” مرسي بصفته مصريا صميما قد تصرف بنفس طريقة رجل الشارع المصري العادي بأنه لن يسأل عما يفعل حتى لو قلد نفسه فرعونا جديدا؟؟ … وأنا في الحقيقة (وقد يتعجب القارئ) أؤيد أن يتولي “الأخ” مرسي ومعه كل “الأخوان” كل مقاليد الحكم وكل السلطات من تنفيذية وتشريعية وقضائية وعسكرية وداخلية ومهلبية وأؤيد أيضا أنهم لا يتركون “فسفوسة” سلطة لأي مواطن لا ينتمي إلي الجماعة ، أليس “الله مع الجماعة” فلماذا لا نكون كلنا مع “الجماعة” رغم أنني أعرف أن الله لم يقصد جماعة الأخوان المسلمين، ولكن العديد منهم لا يدرك ذلك. والسبب أنني أؤيد أن يتولي “الأخ” مرسي و “الأخوان” كل شئ هو أنني لا أريد أن أترك لهم أي حجة عندما يفشلون في حكم البلاد وبالطريقة التي يرونها، حتى لو حكموا مصر عشرات السنين، مصر عمرها آلاف السنين ماذا يضير المصريين أن يجربوا حكم “الأخوان” ومؤخرة طائر النهضة لعدة سنوات، ولكن على “الأخوان” أن يكونوا رجالة ويساعدوا مصر على إقامة سد ذو القرنين، سد حقيقي بين مصر وبين الفقر والبطالة والجهل والمرض والتخلف والحاجة للتسول من الخارج. … والآن “الأخ” مرسي أصبح لديه قوة لم يكن ليحلم بها “ذو القرنين” حين قال “أوتوني زبر الحديد حتى أذا ساوى بين الصدفين قال إنفخوا حتى أذا جعله ناراقال أتوني أفرغ عليه قطرا، فما أسطاعوا أن يظهروه وما استطاعوا له نقبا” (سورة الكهف) فهاهي يا “أخ” مرسي كل القوة معك، معك قوة أكبر بكثير من “زبر الحديد” فهيا إثبت لنا حقا أنك مثل “ذو القرنين” كما وصفك “مرشدك الأعلى”!!