تدفق الخميس، قرابة ثلاثة مليون مسلم من الحجيج، إلى جبل عرفات، حيث الهضبة التي ألقى فيها النبي محمد خطبة الوداع، ويعد الوقوف بعرفة خامس الشعائر المعتبرة من أركان الإسلام. وبرغم كل الجدل الذي أثير حول موسم الحج الحالي، وامتناع دول عن إرسال مواطنيها له، إلا أن الأمور تبدو تحت السيطرة لحد كبير، بيد أن الوفيات بسبب هطول أمطار غزيرة، وتوقعات استمرار هطولها أعاد التساؤل عن الأوضاع في الأراضي المقدسة هذه الأيام. وفيات ففي مدينة جدة، قالت مصادر رسمية سعودية أن 48 عشر شخصا قد توفوا نتيجة الأمطار التي عمت أرجاء المملكة، كما نقلت صحيفة الشرق الأوسط السعودية عن مصلحة الأرصاد هناك، أنها حذرت جميع المواطنين والحجاج من استخدام أجهزة الهواتف النقالة في مناطق الصواعق والجلوس في الأودية، مشددة على ضرورة الاهتمام بتعليمات الجهات الأمنية". وغمرت المياه شوارع مدينة جدة الساحلية على البحر الأحمر، وهي نقطة الانطلاق لأغلب للحجيج نحو مكةالمكرمة للطواف على الكعبة والنزوح نحو وادي منى. الأوحال في منى ويقول أحد الحجاج لاسوشيتدبرس، وقد غطت المياه عدد من الخيام في منى " الأوحال تملأ المكان ولكن تم التعامل مع الموقف، وقد وضع الحجاج البطاطين فوق رؤوسهم، وهم يمشون في الخارج". وسبق موسم الحج هذا العام لغطا وجدلا كبيرا، حول مشروعية اتخاذ إجراءات للحد من أعداد الحجاج الذي وصل هذا العام قرابة 2.5 مليون مسلم، بسبب المخاوف من انتشار وبائي لمرض الأنفلونزا المكسيكية. ما دفع بتونس – مثلا - إلى إعلان تجميد شعيرة الحج هذا العام، فيما طالبت منظمة الصحة العالمية بمشاركة المعلومات حول الوضع والمرض، بين جميع الدول الأعضاء، وطالبتهم بالالتزام بالتوصيات الصحية الموضوعة من قبل وزارة الصحة السعودية. الأنفلونزا تقتل العجائز وقالت وزارة الصحة السعودية أنها سجلت أربع حالات وفاة بين الحجاج القادمين جميعها لم تطبق التوصيات العلمية التي سبق الإعلان عنها بما في ذلك أخذ التطعيم المضاد لفيروس أنفلونزا الخنازير، وجاء في بيان الحالات أن ثلاث منهم تجاوزا ال 75 عاما. وبالرغم من كون الأمطار المذكورة موسمية ومتوقعة، لكنها كانت غزيرة للغاية، وبصورة استثنائية.. ومميتة، وعلى نحو لم يسبق له مثيل منذ سنوات خلال مواسم الحج. وذكرت تقارير إعلامية أن هناك تنسيقا سعوديا مع مراكز بحثية أمريكية، لضمان السيطرة على الوضع الصحي للحجيج، خاصة بعد سقوط الأمطار الأخيرة. وذلك بإنشاء مركز للسيطرة على الأمراض والوقاية منها و إقامة مستشفيات وتدابير وقائية للحد من تفشى المرض. الفيروس المجهول ونقلت اسوشيتدبرس عن خبير استشاري من اتلانتا، ويعمل بمركز السيطرة على الأمراض في الحج انه "من السابق لأوانه القول ما إذا كانت الأمطار قد تؤدي إلى تفاقم انتشار فيروس H1N1 وفيروس الأنفلونزا". ويضيف شاهول ابراهيم "المطر يمكن أن يؤدي إلى الأمراض التي تنقلها المياه الأخرى، مثل نزلات البرد والأنفلونزا. و لكننا ما زلنا لا نعرف كيف سيكون تأثيرها على فيروس H1N1، ومن الصعب التنبؤ بشيء حول ذلك". لكن وزارة الصحة السعودية تقول أن أقامت مراكزا صحية ومستشفيات عند جبل عرفة، قد زودت بغرف عزل للمرضى، والمصابين، او المشتبه بإصابتهم، ووفرت فيها كل الأجهزة، والفرق الطبية المؤهلة". متاعب كامنة .. ربما وإذا كانت السلطات السعودية، قد نجحت حتى الآن في التغلب على المخاطر الكبرى، التي كانت تحترس منها بسبب الأنفلونزا المكسيكية، وكذلك أحسنت التعامل مع غزارة المطار وتأثيراتها، فإن الأيام القادمة لا تزال واعدة بالإثارة، فلا يعلم بعد مالذي سيفعله الحجيج الإيراني، بعد توعد سلطات عليا بطهران، بإقامة مظاهر البراءة من المشركين، وهو ما ترفضه السعودية، وتعتبره تسييسا للشعائر، وأمرا يضر بالأمن وسلامة الحجيج