أكد الدكتور أحمد السواح أخصائى أمراض القلب بالمعهد القومى للقلب أن هناك إحدى الدراسات الطبية الألمانية التى كشفت أن الضوضاء الصادرة عن أزيز محركات الطائرات ليلا تزيد خطر تعرض السكان المجاورين للمطارات للإصابة بأمراض القلب والدورة الدموية والاكتئاب. وأعلن عن النتائج الكاملة لهذه الدراسة فى ندوة حول الضوضاء نظمتها الهيئة الألمانية لحماية البيئة. وقدمت الدراسة -التى أعدها أستاذ علوم الأوبئة وأمراض الضوضاء إيرهارد غرايزر- توصيفا للأمراض البدنية والنفسية الناشئة عن الضوضاء، وتضمنت تحليلا ميدانيا للحالة الصحية والأدوية الموصوفة طبيا لمليون شخص، منهم 200 ألف شخص معرضون مباشرة لضوضاء الطيران نتيجة وجودهم على مقربة من المطار. ونوهت الدراسة بأن النساء المعرضات لضوضاء الطيران هن أكثر فئة معاناة من هذه الضوضاء وأشد تعرضا لما تؤدى إليه من مخاطر صحية، وعزت ذلك إلى "حساسية النساء الفائقة من الضوضاء وقضائهن أوقاتا أطول فى مساكنهن المعرضة لضوضاء الطائرات، بعكس الرجال الذين يقضون وقتا أكثر فى العمل". وأوضحت الدراسة أن خطر الإصابة بضعف القلب نتيجة التعرض لستين ديسبيل (وحدة قياس الصوت والضوضاء) يصل إلى 80% عند النساء و70% لدى الرجال المعرضين للضوضاء الليلية للطائرات، ولفتت إلى أن خطر الإصابة بأمراض القلب واضطرابات الدورة الدموية يزيد بنسبة 70% عند النساء و25% عند الرجال المعرضين للضوضاء الليلية للطيران، أكثر مما هو عند نظرائهم غير المعرضين لهذه الضوضاء. وقالت الدراسة إن احتمالات الإصابة بالجلطة القلبية تتساوى عند النساء والرجال المعرضين لضوضاء الطيران، وتزيد بنسبة 50% لديهم مقارنة بمن ينامون بعيدا عن هذه الضوضاء، ونبهت إلى أن الرجال فى منتصف العمر أكثر تعرضا للإصابة بالاكتئاب إذا تعرضوا للضوضاء الليلية الناشئة عن إقلاع أو هبوط الطائرات وحركة السيارات والقطارات. وأوضحت الدراسة أن الرجال فى المرحلة العمرية بين 40 و50 عاما مهيأون بنسبة 100% للإصابة بالاكتئاب إذا تعرضوا فى النهار والليل لضوضاء تصل إلى 55 ديسبيل، ولفتت إلى أن خطر الإصابة بالاكتئاب يصل إلى 50% عند النساء من نفس المجموعة. ورأت الدراسة "أن الضوضاء المسببة لإزعاج واضطراب النوم فى الفترة بين الواحدة والخامسة صباحا شديدة الضرر، لأن الإنسان يمر فى هذه الوقت بمرحلة انتقالية بين النوم العميق والأحلام". وصنفت الضوضاء الليلية الناشئة عن إقلاع وهبوط الطائرات فى المرتبة الأولى لأشد أنواع الضجيج إزعاجا، وحلت فى المرتبة الثانية والثالثة الضوضاء الناتجة عن حركة السيارات والقطارات ليلا. وذكرت الدراسة أن ألمانيا يوجد بها فى المتوسط بين كل 30 كيلومترا مكان للطيران يتراوح بين المطار الصغير والكبير، وأشارت إلى أن هذه المطارات شهدت العام الماضى مليونى عملية إقلاع وهبوط معظمها لطائرات شحن تطير فى الليل والنهار. وأوضحت أن خمسة ملايين شخص يشكون بأشكال متفاوتة من ضوضاء الطيران فى عموم البلاد، فى حين يعانى 750 ألف شخص يقيمون بجوار أكبر تسعة مطارات ألمانية معاناة مباشرة من الضوضاء المنبعثة منها.