نداءات الأسر المغربية بترحيل ذويها من الأراضي السورية لا تتوقف، مع تزايد معاناة المغاربة القاطنين بها. نداءات إغاثة التي أطلقتها الأسر المغربية ومئات المغاربة القاطنين ببلاد الشام تأتي أيضا بعد ارتفاع حدة أعمال العنف بسوريا. كما تتجددت نداءات الإنقاذ من المئات من المغربيات العاملات بسوريا أو المتزوجات بسوريين طلبا للإغاثة، بعد أن أصبحوا هدفا لانتقامات مناصري نظام بشار الأسد، إضافة توارد الآخبار عن ارتفاع عدد المغاربة المعتقلين بالسجون السورية، والتي تصل حسب عائلات مغربية إلى حوالي 15 معتقل أغلبهم كانوا يتابعون دراستهم بسوريا. محنة المواطنين المغاربة المقيمين بسوريا، انطلقت بعد الاعتداءات التي تستهدفهم ب«دمشق، حمص، حلب، درعا، دير الزور» أساسا، لم يجد العديد من المغاربة سوى أسرهم لإرسال نداءات استغاثة.
بعدما ارتفعت حدة التحرشات بالمغاربة والمغربيات المقيمين بسوريا، ما أدى إلى طردهم من العمل وتعنيف بعضهم، وحجز وثائق هوية عدد منهم من طرف مشغليهم، إضافة إلى الصعوبات المعشية التي تجتازها سوريا، صعوبة الوصول إلى المواد الغدائية بسبب إغلاق المتاجر. تزايد معاناة المغاربة بسوريا، دفع مئات من المغاربة القاطنين هناك إلى طلب يد المساعدة من أجل مغادرة سوريا برا عبر معابر التركية أو الأردنية، وحسب مصادر مطلعة فإن العديد من المغاربة والمغربيات أساسا يقطعون الأراضي السورية بطرق غير شرعية للوصول إلى تركيا أو الأردن هربا من احتدام وثيرة العنف داخل سوريا ومن سلسلة من الانتقامات التي تتهدهم بسبب مواقف المغرب من الملف السوري. مصادر من داخل لجنة اليقظة التي أنشأتها وزارتي الشؤون الخارجية والتعاون والوزارة المنتدبة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج، تؤكد أن وزارة المكلفة بالمغاربة بالخارج لم تنظم أي عملية ترحيل رسمية للمغاربة بسوريا، بل يكتفي بتوجيه الراغبين في العودة إلى السفارة المغربية بسوريا والتي يصعب الوصول إليها أصلا، ناهيك عن كون الأطر المغربية العاملة بالسفارة لا تملك قرار الإداري أو المادي لتحمل تكلفة ترحيل المغاربة الراغبين في الترحيلهم.. عجز يعبر عنه العدد من قليل من العاملين بالسفارة المغربية بدمشق، والذين يتلقون بشكل يومي طلبات للترحيل من مغاربة وأخرى من سوريين من التزوجين بمغربيات يلتمسون الحصول على التأشيرة للدخول إلى المغرب، فين أغلب طلباتهم تظل دون رد بسبب صعوبات إدارية تواجه الطاقم الدبلوماسي الإدراي المغربي بدمشق، هذا في الوقت الذي تمكنت فيه عائلات سورية من الوصول إلى المغرب عبر حصولها على فيزات الدخول من الأردن أو لبنان.. أو دخلت برا بمساعدة مهربي البشر عبر الحدود الجزائرية المغربية أو مورطانية المغربية. وعلى جانب آخر قدرت مصادر من داخل لجنة اليقظة التي أنشأتها وزارتي الشؤون الخارجية والتعاون والوزارة المنتدبة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج أسابيع قليلة مع بداية الأزمة السورية، أن عدد المغاربة القاطنين بالأراضي السورية يصل إلى 9000 فراد، من بينهم حوالي 3000 مواطن ومواطنة مسجلين بشكل رسمي لدى مصالح السفارة المغربية بدمشق، تتضمن 700 مغربية مسجلة بالسفارة بهوية ” فنانة”، والباقي يتوزع مابين عشرات المغاربة الذين استقروا منذ عقود طويلة ببلاد الشام أو ذوي أصول مغربية والعديد من الفلسطينين الحاملين لجوزات السفر المغربية، ناهيك عن أبناء المغربيات المتزوجات من السوريين المستحقين للجنسية المغربية. الأرقام التي يتداولها أعضاء لجنة اليقظة، تأتي مخالفة لتلك التي أعلنتها الوزارة المنتذبة لدى وزارة شؤون الخارجية والتعاون والذي أعلنت في السابق «أن ما بين 700 و 900 مغربي غادروا سورية منذ اندلاع الاحتجاجات في مارس 2011 في هذا البلد حيث يقيم حوالي 1200 مغربي»، في حين تؤكد مصادر في لجنة اليقظة أن الوزارتين معا لم تنظما إي عملية للترحيل وأن أغلب من عادوا إلى المغرب تحملوا مصاريف تنقليهم بشكل شخصي.