كان الحج قديما عبادة يسعى إليها المسلم بكل شتى الطرق لكي يكتبها له سبحانه و تعالى في حياته وأن لا يحرمه من رؤية الكعبة المشرفة و زيارة قبر النبي صلى الله عليه و سلم و المسح بيده على الحجر الأسود و ضرب الشيطان بالجمرات و الوقوف في عرفات. لكن اليوم تغيرت المفاهيم بعد أن أصبح الحج تجارة يسعى بها جل الحجاج لنيل ثقة المجتمع لا لنيل ثقة الله سبحانه و تعالى. تحول الركن الخامس في الاسلام الذي يقول "الحج من استطاع إليه سبيلا" الى "الحج من استطاع أن يدفع الرشوة" ومن مظاهر الحج في القرن 21 أصبح الحاج يقوم بأخد قرض من البنك بفوائد ربيوية لكي يتمكن من السفر أمام أعين المجتمع وحتى لا يقول عليه جيرانه أنه معدم لا يستطيع الحج،أما آخرون فقد أصبحوا يقدموا رشوة الى الساهرين على قرعة الحج لكي يكونوا من المحظوظين للسفر إلى الديار المقدسة.وهذا سيناريو أصبح مألوفا في السنوات الأخيرة حيث كانت الدارالبيضاء مثلا هذا الأسبوع على موعد مع فضيحة مدوية في الارتشاء لنيل بطاقة الحج و بالضبط في إحدى المقاطعات التابعة لمنطقة سيدي مومن بعد أن وضع المنظمين أسماء أربعة أشخاص لا ينتمون إلى أسرة واحدة داخل الظرف الواحد،وتم اختيارهم للسفر إلى السعودية. وعبر عدد كبير من المرشحين عن عزمهم تنظيم وقفة أمام مقر المقاطعة،احتجاجا على التلاعب بقرعة الحج،مهددين بالاحتجاج يوميا أمام مقر المقاطعة،حتى يتم التراجع عن مثل هذه الممارسات التي وصفوها ب "اللاأخلاقية"والتي تحرمهم من فرصتهم في أداء الحج لصالح بعض الأفراد مستنكرين أن تطال الرشاوى الجانب الديني.
هذا إن دل فهو يدل على تواطؤ عدة أشخاص في سير عملية القرعة السنوية التي تنظم في جميع عمالات وولايات المملكة،وقد حان الوقت لكي تراجع وزارة الأوقاف هذه العملية و ابتكار طرق جديدة للقرعة باستعمال الحاسوب مثلا أو أرقام الهاتف وغيرها من الطرق المبتكرة بدل الاعتماد على الأظرفة الصفراء التي يتم إدخالها قبل القرعة إلى الثلاجة ليلة كاملة لكي تجمد و يتم اختيارها ببساطة عند الفرز و هي مكيدة أصبحت متجاوزة وأصبح يعلمها الجميع.