هل تخيّلت يوماً ما العالم من دون نساء ؟، هناك خطر حقيقي يتهدد وجود النساء بعد تراجع أعدادهنّ حول العالم، فقد صدر كتاب مؤخراً تحت عنوان « اختيار الصبيان بدل البنات ونتائجه على العالم». ، ومن خلاله دقّت مؤلفته ناقوس الخطر حول أعداد النساء الذي يتراجع بشكلٍ لافت . وتشير إحصاءات حديثة صادرة عن الأممالمتحدة إلى أن مقابل 100 فتاة، يولد في الصين 140 صبياً وفي الهند 108 وفي أفريقيا الجنوبيّة 110، وانعدام التوازن موجود كذلك في أجزاء من آسيا الغربيّة وأوروبا الشرقيّة حيث تتشوه النسب بين الجنسين نتيجة اعتبارات دينية وثقافيّة ولغوية. وفي أرمينيا وأذربيجان وجورجيا هناك لكل 100 فتاة 115 و117 و111 صبياً. فضلاً عن أن هناك العديد من الأدلة على ولادة ذكور بنسب مرتفعة أكثر من الإناث في أوساط الآسيويين الأميركيين في الولاياتالمتحدة. وعن أحد الأسباب الرئيسية لهذه الظاهرة «المقلقة»، تتحدث مؤلفة الكتاب الصحافية مارا هفيستندال عن تزايد في حالات الإجهاض بحسب الجنس، أي أن العديد من المجتمعات التي انتشرت فيها فكرة اكتفاء الأسرة بولد واحد أو تحديد عدد الأولاد تفضل الصبي وذلك كي يحفظ استمرارية العائلة. ففي الصين مثلا، حيث تفرض الدولة قوانين صارمة على الأسر للحد من الإنجاب، يميل الآباء بشكل قاطع إلى أن يكون الولد الأول ذكراً، وهكذا يتم إجهاض الفتيات قبل ولادتهن لضمان الحصول على ذكر من دون مخالفة القوانين. أما في الهند، فتتحدث الكاتبة عن دراسات تفيد أن المولود الأول غالباً ما يكون فتاة، لذا ترتفع لديهم الانتقائية في الإجهاض، وعلى الرغم من أنه محظور قانوناً يستمر الهنود في الإقبال عليه بأعداد مرتفعة. وتقول هفيستندال إنه على الرغم من أن الولاياتالمتحدة تسجل نسبة مرتفعة في تفضيل الإناث على الذكور في انتقاء الجنس، سواء عند الإجهاض أو حتى عند اختيار الجنس (وهي وسيلة باتت شائعة في الولاياتالمتحدة)، إلا ان العالم، حتى المجتمعات المتقدمة فيه، ما زالت تميل إلى اختيار الذكور وتعتقد أنها تقوم بذلك بإعادة التوازن إلى العائلة من دون أن تدرك أنها تساهم في الخلل العالمي. ويثير قانون حظر اختيار جنس المولود جدلاً واسعاً في أوساط المدافعين عن حقوق المرأة الذين يطالبون بأن يصبح أكثر صرامة.