(يبدو أن هذا الشعار سيرفعه الرجال بعد سنوات قليلة) تفاقم فى مجتمعات عديدة ظاهرة انتشار العزوبية بين الرجال وقلة عدد النساء بالنسبة لعدد الرجال، ولتأكيد خطورة الظاهرة يكتب كثير من علماء الاجتماع فى الصين محذرين من أن انتشار العزوبية بين الرجال بسبب نقص عدد النساء تسبب فى الإقبال المتزايد مؤخرا على اقتناء السلاح وتناول المخدرات وارتكاب الجرائم وممارسة العنف، ويذهبون فى تحذيراتهم إلى تذكير قادة الحزب الشيوعى الصينى بأسباب سقوط آخر امبراطور فى الصين وكان من بين أهم الأسباب الزيادة المفرطة فى عدد الرجال فى المجتمع الصينى!. كثرة الرجال خطر على السلام! كانت مفاجأة مثيرة، لى شخصيا، ما ورد فى تحليل سياسى يحذر كاتبه المسئولين الصينيين من خطورة ظاهرة العزوبية على السلام الإقليمى، وهو التحليل الذى حظى باهتمام خاص خارج الصين.. يقول صاحب التحليل إن دول الجوار مثل اليابان وفيتنام وروسيا يقلقها احتمال أن تلجأ حكومة الصين إلى مضاعفة أعداد جنودها وتضخيم جيشها والتوسع فى الصناعة العسكرية لتشغيل هذه الطاقة الذكورية الفائضة. وفى الهند عاد الجدل يشتعل حول قضية التخلص من الجنين فور اكتشاف أنثويته.. نعرف من تاريخنا وأصولنا الجاهلية أن المولود الأنثى كان نصيبها الوأد حية. ونعرف أيضا أننا، كالهنود وشعوب أخرى، تعاملنا مع المرأة باعتبارها المخلوق الناقص الذى اختصته القوانين وبعض الشرائع لتمييز ضده واختصته التقاليد والخرافات لمعاملة خاصة فى القبيلة والعائلة وشغل الوظائف وممارسة الحقوق، إلا أننا يجب أن نعترف أن الهنود تفوقوا علينا وعلى غيرنا فى هذا المضمار، فالمرأة كان يلقى بها فى النار التى يحترق بها جثمان زوجها، وللتبرير أمام أطفالها كان يقال إنها طلبت أن تحرق مع الجثمان لأنها لم تتصور أن تسعد يوما من بعده، أرادته زوجا فى الحياة الدنيا وتريده هو نفسه زوجا فى الآخرة.. مسكينة هذه الزوجة فقد عاشت حياتها فى بيت زوجها يعاملها أهله معاملة الجارية محرومة حتى من حنان أهلها الذين يخشون إن عادت إليهم أن يطالبهم أهل الزوج برد قيمة ما أكلت وشربت خلال وجودها معهم. 30 مليون أعزب ازدحم العالم بالرجال. يقول علماء السكان إن متوسط الفرق بين النساء والرجال على مستوى العالم هو 105 رجال لكل 100 امرأة ترتفع فى اليابان إلى 110 صبيان لكل 100 فتاة، وفى الصين تصل إلى 120 صبيا لكل 100 فتاة، ويتوقعون ألا يجد ثلاثون مليونا من الرجال زوجات لهم فى العقد القادم، وأن تزداد الظاهرة تعقيدا مع استمرار هجرة الفلاحين فى الدول الناهضة إلى المدن، يتحدثون الآن عن مدن فى الصين تكاد شوارعها تخلو من النساء بينما فى مصر تكتظ بهن مواقع كثيرة كالجامعات. لا يبالغ بعض الكتاب فى الغرب عندما يكيلون الانتقاد لظاهرة إقامة المجمعات التجارية الضخمة المعروفة ب"المول-malls"؛ بعض هؤلاء تصور أن عقلا جبارا ابتكر الفكرة بهدف تسلية النساء وبخاصة اللائى يقطن ضواحى المدن الكبيرة، يعتقدون أن ارتفاع معدلات الإنجاب فى الولاياتالمتحدة فى أعوام الخمسينيات والستينيات وانتقال أعداد متزايدة من عائلات البيض من المدن إلى الضواحى كانت من بين الأسباب التى جعلت نسبة كبيرة من نساء أمريكا تحيا حياة يهيمن عليها الملل فى أحياء تخلو من وسائل الترفيه والتسلية، ومن هناك وبعد عقود انتشرت هذه الأسواق فى معظم مدن النفط لتؤدى الغرض نفسه مستفيدة من الزيادة الكبيرة فى عدد النساء وإهمال المجتمع لهن وعدم استفادته من فائض طاقتهن.. فى القول مبالغة، وإن كان المشهد فى أى سوق يؤكد أنه شيد ليرضى أذواق الحريم ويشغل وقتهن. يشيدون من أجلهن هذه الصروح ويزودونها بأغلى المنتجات وأجملها، وينهض على خدمتهن صبيان هاجروا سعيا وراء رزق يعتمد استمراره على رحلاتهن اليومية إلى المول، يسمحون لهن باقتناء كل ما اخترعه الغرب لإسعاد المرأة الغربية وإشباع حاجاتها الأنثوية. الحرية للنساء فى بعض المجتمعات العربية كاملة فى الشراء والاقتناء والتجوال داخل المولات، ومقيدة فى التعبير والمشاركة واختيار شريك العمر والسفر، ومفتقدة تماما فى قيادة السيارة. ------------------------