جددنا ثقتنا في غيريتس ليستمر على رأس الإدارة التقنية للفريق الوطني ,هذا كلام بل قرار معالي رئيس الجامعة الذي ربما يكون خبيرا في قراءة الطالع وضرب الكف لأنه وحده الذي يؤمن بالنيات حتى في كرة القدم, يرى ما لا يراه المغاربة ,حيث أرجع تجديد الثقة في غيريتس إلى نية هذا الأخير الحسنة في تحقيق النتائج لكن الله غالب, ولينتظر الشعب المغربي إلى حين تنظيم كأس النيات الحسنة ليتوج بذلك المغرب فائزا. إن الكأس الإفريقية الأخيرة منحت غيريتس الرتبة الأولى في الفشل حينما وضعته الفيفا خارج التصنيف العالمي للمدربين في حين أعطته الجامعة المغربية وسام التفوق على كل المدربين المغاربة من طينة الزاكي و الطاوسي و فاخر و فتحي جمال واللائحة طويلة وفي تحد سافر لكل الحناجر المكلومة التي يحركها الوازع الوطني.
إن غيريتس يعتبر أكبر الفاشلين في تد بير الشأن الكروي بالنظر للراتب المشكوك في أمره وبالنظر للإيتيكيت و التصريحات اللاأخلاقية في حق مدربين أقل ما يمكن أن يقال عنهم أنهم مغاربة يحبون وطنهم ,بل زاد في غيه عندما إستهان بالشعب المغربي وقال بأنه سيخصص مناصب شغل للمغاربة ,فهل سيحقق هذا المدرب ما عجز عن تحقيقه وزير التشغيل,ومتى حصل غيريتس على الجنسية المغربية التي تخوله التمتع بالحقوق السياسية التي تعطيه الأهلية للحصول على هذه الحقيبة الوزارية .
صحيح أن كرة القدم لا تؤمن بالحظ وبالنوايا الحسنة بل بالعمل الجاد وبجاهزية اللاعبين وبالروح القتالية وتبليل القميص من أجل الراية الوطنية حتى يكونوا سفراء لبلدانهم كما فعلها الزامبيون الذين يبقى أفضلهم وعميدهم محترفا بالبطولة اليابانية فقط مع إحتراماتنا لهذه البطولة.وكما عبر عن ذلك وبطريقة تلقننا درسا في سمو الروح الوطنية اللاعب الغاني الذي توصل بخبر وفاة والدته وفضل البقاء بغينيا الإستوائية الى جانب أصدقائه للدفاع عن القميص الوطني.ذون أن ننسى ما قام به ديدييه دروغبا نجم الكرة الإيفوارية و صانع ألعاب تشيلسي عندما صاحبت أمه الفريق الوطني الإيفواري ليس للفرجة ولكن لطهي الطعام للجماهير الإيفوارية التي رافقت منتخب الفيلة وكل ذلك على نفقة النجم دروغبا ,يا سلام على الروح الوطنية العالية.
إننا نقول لغيريتس ومن يقف وراءه لينصب نفسه مدافعا عنه لغرض في نفسه ,أن هؤلاء المدربين المغاربة لم يكن لهم الوقت ليمضغوا الشواينكوم على كرسي الإحتياط أثناء المباراة لا لشيء إلا لأن أعصابهم تكون مشدودة وقلوبهم تنبض مخافة الهزيمة والإحساس بخيبة الأمل التي لم ولن يرضى بها أي مغربي قح.
فمن منا لا يتذكر كيف تهاوى بادو الزاكي وكاد يسقط أرضا على ركبتيه عندما سجل الشماخ هدف التعادل في الدقائق الأخيرة أمام الجزائر برسم الكأس الإفريقية 2004 في تونس ومن منا نسي الكلمات التي فاح بها لسان رشيد الطاوسي مؤخرا عندما حاز لقب كأس الكاف صحبة الماص حاملا الراية الوطنية في يد والقران الكريم في يده الأخرى وقد إغرورقت عيناه بالدموع وكأنه يقول للمغاربة , ها هي كأس إشتاق المغاربة طويلا لحيازتها بعد غيبة طويلة للكرة المغربية عن منصة التتويج .إنها الروح الوطنية الصادقة في أبهى تجلياتها.
غريب أمر جامعتنا المغربية تعز من تشاء وتذل من تشاء ,فقد أعاد الزاكي العزة للكرة المغربية حين بلغ النهائي وتوج وصيفا لبطل إفريقيا ومباشرة بعد هذا الإنجاز شنت عليه الجامعة وطاقمها, المغلوب على أمرهم تارة و المستفيدون من نعمها تارة أخرى, حربا لا تتصور لا لشيء الأ لأن هذا الرجل أراد العمل في وضوح وكعادته دائما وبالرغم من نداءات الشعب الذي يدفع ثمن التذاكر بالملاعب ويقدم أرواح أبنائه في سبيل هذه الرياضة ,فتمت الإطاحة بالمدرب الزاكي الذي حقق كل ذلك وبميزانية ربما لا تكفي حتى لرعاية كلب غيريتس المدلل أو صيانة الفيلا التي إشتراها بالهرهورة ,فأكيد في حاكة غلط كما يقول إخواننا المصريين,أكيد أن أمورا ما وراء تحكم جامعتنا الكروية في دواليب اللعبة غير مبالية بمشاعر شعب بأكمله.
وحتى لا نتيه في تصريحات غيريتس في حق المغاربة في محاولة منه ومن أتباعه لتمويه الرأي العام عن النكبة الحقيقية علينا أن نعود لنستمر في مطالبتنا بمحاسبة القائمين على الشأن الكروي وعن الملايير التي صرفت وتصرف على ميدان جعلنا نجر أديال الهزيمة مرة تلو الأخرى. فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان هذا جزاء المغاربة والجمهور المغربي في تحد سافر,وللتذكير فنادي برشلونة خصص مقبرة لمشجعيه بجانب النيو كامب محبة في عشاقه ونزولا عند رغبتهم و تقديرا لهم.
فأملنا أن يرحل غيريتس وليتطوع أخرون كما قالوا بأنهم متطوعون بالجامعة ويتركوا شأن الكرة للعارفين بخباياها.فالحظ لا يحالف التعساء بل يساعد العقول المهيأة سلفا.