فوجئت فتاة جامعية مصرية محجّبة بأنها أصبحت بين يوم وليلة، ومن دون علمها طبعا، تدير مجموعة على موقع «فيس بوك» يضم العشرات من الصور الإباحية الفاضحة. المجهول الذي ارتكب هذه الفعلة وضع صورة للفتاة، واسمها منّة (19 سنة)، وهي من أسرة محافظة وتدرس في جامعة عين شمس بالقاهرة، تظهر فيها محجبة بطرحة سوداء، وتبدو فيها كما لو كانت مديرة لمجموعة من بائعات الهوى شبه العاريات. وفور اكتشاف الأمر توجهت منّة إلى مباحث الإنترنت، في وسط القاهرة، لتقديم بلاغ حول الواقعة. علما بأن حياة منّة، على غرار كل ضحايا الإنترنت، انقلبت رأسا على عقب نتيجة هذا الاعتداء على شخصها وسمعتها، خصوصا بعدما فوجئ معظم أصدقائها وأقربائها الذين تتواصل معهم عبر حسابها الأصلي على الشبكة العنكبوتية، بصورتها تطل عليهم تحت اسم مستعار مع مجموعة إباحية على «فيس بوك». وفي لقاء مع «الشرق الأوسط»، قالت منّة وهي تجفّف دموعها: «هذه كارثة.. لم أعد أنام منذ شاهدت صورتي على رأس مجموعة فاضحة.. آمل أن تتمكن الشرطة من التوصل إلى الفاعل المجهول، وتحيله للمحاكمة». وبحسب محمود جبريل، وهو تقني مصري متخصص في المواقع الإلكترونية، لا يعد موقع «فيس بوك» مسؤولا عن مثل هذه المشكلات لأن «وضع صور ومعلومات شخصية على حسابك الخاص على فيس بوك يعني أنها أصبحت متاحة لكل الأصدقاء الذي تقبل صداقتهم في حسابك، وكذلك يكون جانبا من هذه المعلومات، كالصور التي توضع على البروفايل، متاحا للآخرين». وعن حالة منة، قال مسؤول أمني مصري، إن التقنية التي تعمل بها الشرطة أدت إلى ضبط كثيرين من العابثين على الإنترنت، ومنها واقعة ضبطت قبل يومين، أنشأ فيها مصمم مواقع إنترنتية، مجموعة «فيس بوك» تحت عنوان يسيء لقناة فضائية، باستخدام شعارها المعروف للأوساط العامة. وتابع: «هذه الواقعة تشبه واقعة وضع صورة منة كمديرة لمجموعة إباحية، وكما أوقف المتهم الأول في قضية القناة الفضائية سيتيسر معرفة المتهم الذي يقف وراء استغلال صورة الطالبة منّة». المعروف أن الشبكة كثيرا ما تستخدم على مستوى العالم للانتقام الشخصي من الآخرين، وفي المنطقة العربية سجلت الشرطة، خصوصا في مصر واليمن، وقائع عدة، حاول فيها مستخدمون للشبكة العنكبوتية الافتراء على من يدخلون معهم في نزاع اجتماعي أو اقتصادي أو حتى سياسي.