مع تصاعد التوتر العسكري والسياسي بين الجمهورية الإسلامية في إيران والقوى الغربية على خلفية البرنامج النووي الذي تجري مشاورات لاستئناف المفاوضات بشأنه، اعلن قائد البحرية الايرانية الاميرال حبيب الله سياري في تصريحات نقلتها وكالة الانباء الايرانية ان سفنا حربية ايرانية دخلت السبت البحر المتوسط بعد عبورها قناة السويس. ولم يذكر سياري تفاصيل عن عدد وطبيعة السفن المشاركة في هذه العملية الثانية خلال عام التي تهدف الى "اظهار قوة جمهورية ايران الاسلامية". وحسب مصادر فقد رست السفن الايرانية في ميناء طرطوس السوري لاجراء تدريبات مع قوات البحرية السورية، وعلم ان هذه السفن قوامها المدمرة "الشهيد قندي" وسفينة الامداد "خرج". وجرى اول تحرك ايراني في المتوسط منذ الثورة الاسلامية (1979) في شباط/فبراير 2011 واثار ردود فعل حادة من اسرائيل والولاياتالمتحدة. وفي تصعيد لوتيرة التصريحات، قال وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك يوم السبت ان ايران ستطلق سباقا للتسلح في الشرق الاوسط في حالة امتلاكها أسلحة نووية وانه يتعين على الدول فرض عقوبات "تشل" طهران لاجبارها على التخلي عن برنامجها النووي. وقال باراك للصحافيين في العاصمة اليابانية طوكيو ان وجود "ايران نووية يمثل تهديدا للعالم بأسره وليس على اسرائيل وحدها... وستضطر القوى الاخرى في الشرق الاوسط للسعى من أجل الحصول على قدرة نووية ربما السعودية.. ربما تركيا.. ربما حتى مصر." تسريع فرض العقوبات وأضاف "يتعين علينا تسريع فرض العقوبات وجعلها أكثر تعطيلا ومترابطة الى حد تكون القيادة (الايرانية)... مضطرة معه الى الجلوس... والتساؤل.. "هل نحن مستعدون لان ندفع ثمن العزلة عن معظم دول العالم ان لم يكن العالم بأسره..." وقال باراك انه بالرغم من العقوبات الغربية التي تلحق ضررا متزايد باقتصاد ايران المعتمد على النفط الا أنه لم ير أي علامة على أن طهران مستعدة للتخلي عن طموحاتها النووية. ويزور باراك اليابان لاجراء محادثات مع رئيس وزرائها يوشيهيكو نودا ووزراء في حكومته حول قضايا من بينها الامن في الشرق الاوسط وشرق اسيا. ومن المقرر أن يغادر اليابان غدا الاحد. هيغ: محاولات لامتلاك القنبلة النووية الى ذلك، قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ في مقابلة نشرت يوم السبت ان ايران تحاول بشكل واضح امتلاك قدرات لصنع اسلحة نووية وانها اذا نجحت في ذلك فانها ستثير موجة خطيرة من انتشار الاسلحة النووية في شتى انحاء الشرق الاوسط. وتقول ايران ان برنامجها لتخصيب اليورانيوم هدفه مدني بشكل محض ولكن القوى الغربية تشك في ان ايران تحاول تطوير قدرة على انتاج اسلحة نووية. وتحث القوى الغربيةطهران على اجراء محادثات جوهرية بشأن برنامجها النووي وتريد وقف تخصيبها لليورانيوم ولكن ايران تقول انها تملك حقا مطلقا في المضي قدما في خططها. واخفقت عدة جولات من عقوبات الاممالمتحدة والغرب في اقناع ايران بوقف برنامجها للتخصيب والذي نقل بعضه الى مبان تحت الارض لزيادة الامن. وقال هيغ لصحيفة ديلي تلغراف ان الايرانيين "يواصلون بشكل واضح برنامجهم للاسلحة النووية. "اذا امتلكوا القدرة على انتاج اسلحة نووية فأعتقد ان الدول الاخرى عبر الشرق الاوسط ستريد تطوير اسلحة نووية. "ستبدأ اخطر جولة من الانتشار النووي منذ اختراع الاسلحة النووية مع كل الاثار المزعزعة للاستقرار في الشرق الاوسط وتهديد نشوب حرب باردة في الشرق الاوسط دون حتما كل اليات السلامة. "هذه ستكون كارثة في الشؤون العالمية." مهاجمة ايران ويجري نقاش عام في اسرائيل حول ما اذا كان يتعين عليها مهاجمة ايران لمنعها من صنع قنبلة نووية وادت هجمات على دبلوماسيين اسرائيليين في الخارج واغتيال عالم نووي ايراني في طهران في الاونة الاخيرة الى زيادة حدة التوترات بين البلدين. وقال هيغ في المقابلة "اننا واضحون جدا بالنسبة لكل المعنيين باننا لا ندافع عن عمل عسكري. "نؤيد انتهاج استراتيجية مزدوجة تتعلق بفرض عقوبات وضغوط من جانب واجراء مفاوضات من جانب اخر. "لا نفضل فكرة مهاجمة اي احد لايران في الوقت الحالي." واستقبلت الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي بتفاؤل حذر احدث اشارة من طهران باحتمال استعدادها لاستئناف المحادثات بشأن القضية النووية والتي جاءت في شكل رسالة بعثت بها طهران لكاثرين اشتون مسؤولة السياسية الخارجية بالاتحاد الاوروبي.