أعربت روسيا عن قلقها من معلومات أميركية بأن إيران لديها وقود يكفي لصنع قنبلتين نوويتين، مهددة بإجراءات جديدة بحق طهران في حال ثبوتها. ودعا الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف في تصريحات بتورنتو الكندية، حيث شارك في قمة العشرين، إلى التحقق من تلك المعلومات. مؤكدا على أن «مثل هذه المعلومات تكون مثيرة للقلق دائما لأن المجتمع الدولي لا يعترف اليوم بالبرنامج النووي الإيراني بوصفه شفافا». وفي نفس السياق، أضاف ميدفيديف «إذا ثبت صحة ما تقوله الأجهزة الأميركية الخاصة فهذا سيجعل بالتأكيد الوضع أكثر توترا ولا أستبعد ضرورة النظر في هذه المسألة على نحو إضافي». وجاء الموقف الروسي بعد تصريحات صحفية لليون بانيتا مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي.آي.إي) أمس قال فيها إن الوكالة تعتقد أن إيران يمكنها أن تمتلك أسلحة نووية في غضون عامين. وأضاف أن الخبراء النوويين الدوليين يعتقدون أن إيران لديها ما يكفي من اليورانيوم منخفض التخصيب لصنع قنبلتين، ولكن لا بد من إجراء مزيد من التخصيب لتحقيق هذا الهدف.مشيرا إلى وجود «مناقشات متواصلة» داخل إيران بشأن ما إن كان ينبغي مواصلة تصنيع قنبلة نووية. وفي سياق متصل، نقل مدير (سي.آي.إي) أن إسرائيل يخامرها شعور أقوى من واشنطن بأن إيران اتخذت بالفعل قرارا بالمضي قدما في صنع القنبلة لكنها (إسرائيل) مستعدة للانتظار لترى التأثير الذي يمكن أن تسفر عنه العقوبات الجديدة. وأضاف بانيتا «أعتقد أن الإسرائيليين مستعدون لإتاحة المجال لنا لتغيير موقف إيران بالوسائل الدبلوماسية والثقافية والسياسية بدلا من تغييره بوسائل عسكرية». وصادق مجلس الأمن الدولي في الشهر الماضي على قرار بفرض عقوبات جديدة على إيران بسبب برنامجها النووي كما اتفق الاتحاد الأوروبي والكونغرس الأميركي على عقوبات جديدة. وكانت إيران ردت في وقت سابق على العقوبات الأممية بأنها ستعلن عن تقدم جديد في برنامجها النووي خلال الشهور المقبلة، وأنها ستبني مفاعلا جديدا لتخصيب اليورانيوم العام المقبل. وتطور لاحق في أعلنت تركيا اليوم أنها ستواصل سعيها بمعية البرازيل لتنفيذ خطة مبادلة الوقود مع إيران رغم العقوبات الدولية الجديدة على طهران. ونقلا عن رويترز، قال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو «اتخذنا قرارا مشتركا بالقيام بهذه العملية معا، ناقشنا مع طهران ردا عناصرُه إيجابية» على الوكالة الدرية للطاقة الدولية. وأضاف أوغلو في تصريح صحفي على هامش قمة لزعماء دول جنوب شرق أوروبا «ما زلنا نؤمن بإمكانية التوصل إلى حل، نحن عازمون على مواصلة جهودنا، والبرازيل ستستمر معنا». وكانت إيران وتركيا والبرازيل وقعت الشهر الماضي على اتفاق مشترك لمبادلة الوقود النووي فوق الأراضي التركية، ينص على موافقة إيران على نقل 1200 كيلوغرام من اليورانيوم المنخفض التخصيب إلى تركيا مقابل الحصول على وقود لتشغيل مفاعل طهران النووي المخصص لمعالجة أمراض السرطان. لكن القوى الغربية تبدي شكوكا اتجاه تلك الخطة حيث أيدت خلال الشهر الجاري فرض مجلس الأمن دفعة رابعة من العقوبات على إيران في وقت صوتت فيه تركيا والبرازيل -وهما من الأعضاء غير الدائمين في المجلس- ضد قرار العقوبات. كما أشار أوغلو إلى أنه تحدث مع نظيريه البرازيلي سيلسو أموريم والإيراني منوشهر متكي السبت الماضي ويعتزم التحدث اليوم مع وزير الخارجية الألماني جيدو فسترفيله. وتعتبر ألمانيا إحدى الدول الست المنخرطة في الملف النووي الإيراني إلى جانب الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن، وهي الولاياتالمتحدةوروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا. وبدورها أعربت البرازيل أمس عن الأمل في اتخاذ خطة تتنازل بموجبها إيران عن بعض مخزونها من المواد النووية كأساس لإجراء مزيد من المحادثات على الرغم من العقوبات الجديدة. وقال أموريم في تصريحات صحفية بفيينا «في تقديري أن العقوبات جعلت الأمر أكثر صعوبة لا أسهل، لكنني لا أظن أنها جعلته مستحيلا وبالتالي لو توفرت النوايا الحسنة والمرونة سيكون التوصل لاتفاق ممكنا». وكانت إيران ردت في وقت سابق على العقوبات الأممية بأنها ستعلن عن تقدم جديد في برنامجها النووي خلال الشهور المقبلة، وأنها ستبني مفاعلا جديدا لتخصيب اليورانيوم العام المقبل.