كشفت روسيا أنها على علم بوجود خطط أميركية إسرائيلية لتوجيه ضربة عسكرية لإيران كملاذ أخير بهدف وقف برنامجها النووي مؤكدة في الوقت نفسه معارضتها لذلك لأنه قد يقود حسب قولها إلى كارثة عالمية. وقال رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية الجنرال نيكولاي ماكاروف -في مؤتمر صحفي عقدته وكالة الأنباء الروسية نوفوستي بموسكو- إن المعلومات تفيد بوجود تلك الخطط لتوجيه ضربة بالقنابل ضد إيران. وأكد ماكاروف أن هذا الخيار يعتبره البلدان ملاذا أخيرا لوقف البرنامج النووي لطهران إلا أنه اعتبره غير مقبول، مؤكدا معارضة وزارة الدفاع الروسية لتطور الأحداث في مثل هذا الاتجاه. وفي نفس السياق حذر الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف من أن توجيه مثل هذه الضربة سيشكل أسوأ سيناريو ممكن إذ قد يقود إلى استخدام أسلحة نووية وبالتالي حدوث كارثة عالمية. وقال ميدفيديف -في مقابلة مع شبكة أي بي سي الإخبارية الأميركية- إن تنفيذ إسرائيل لعملية عسكرية ضد إيران سيجعل من الممكن توقع أي شيء بما في ذلك استخدام أسلحة نووية. وأضاف الرئيس الروسي أن الهجمات النووية في الشرق الأوسط تعني كارثة نووية عالمية وسقوط العديد من القتلى، مجددا موقف بلاده الداعي إلى عقوبات فعالة وذكية ضد إيران لا تقود إلى كارثة إنسانية. وتزامن الكشف عن هذه المعلومات مع عقد مؤتمر بواشنطن لبحث الأمن النووي بمشاركة أكثر من أربعين دولة وغياب إسرائيل. وتسعى الولاياتالمتحدة والدول الغربية لاستغلال المؤتمر للحصول على مزيد من دعم روسيا والتزام من الصين للمساعدة في زيادة الضغط على إيران. في مقابل هذه التطورات أعلنت إيران أنها ستستهدف جميع مصالح العدو ذالذي لم تحدده- بالمنطقة في حال تعرضها لهجوم. وقال قائد القوات البرية في الجيش الإيراني العميد أحمد رضا بوردستان، إن بلاده «لن تدخل في صدام مباشر مع العدو في حال ارتكب خطأ وشن هجوما عليها، بل ستستهدف جميع مصالحه وحماته في المنطقة». وأعرب بوردستان في مؤتمر صحفي عن ثقته بقدرة الجيش الإيراني على مواجهة أي تهديد يستهدف البلاد، قائلا إن هذا الأمر ليس شعارا بل هو حقيقة نظرا لقدرات إيران. من جهته ندد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد بقمة الأمن النووي ووصفها بأنها مهينة للإنسانية. وبدوره أعلن علي أصغر سلطانية -مندوب إيران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تصريحات صحفية- أن القرارات التي سيخرج بها المؤتمر لن تكون ملزمة للدول التي لم تشارك فيها.