انطلق الخلاف بسيطا لكنه تعمق واحتد لتقع المأساة. توترت العلاقة بين شابين يقتربان في السن، لكن مشاكل وصفها من تابعوا أطوار الخلاف والمشادات ب «التافهة»، تسببت في وقوع جريمة قتل، راح ضحيتها شاب كان يقطن بنفس الحي الذي تقطنه أسرة الجاني. جمع بينهما الحي نفسه، وفرقتهما خلافات بسيطة، أزهقت روح أحدهما، ورمت الثاني في غياهب السجون في انتظار اتمام تحقيقات الضابطة القضائية بأمن الحي الحسني، وإحالة المتورط في إزهاق روح قرينه على الوكيل العام بمحكمة الاستئناف الدارالبيضاء. لفظ «أمين. ك» أنفاسه الأخيرة في الساعات الأولى من ليلة الأربعاء الماضي، متأثرا بطعنات من سكين تلقاه من الجاني الذي يصغره بسنة واحدة فقط . انطلق الخلاف بنقاش حول حذاء رياضي اقتناه الجاني أخيرا، ومدى جودة صنعه، وكونه أصليا غير مستنسخ. تباهى الجاني «هشام.ف» بحذائه الرياضي الجديد، ونَقَّص الضحية من قيمة ما ارتداه غريمه، فاحتد الخصام، الذي انتهى بجريمة قتل لم تكن لتخطر لأحد في الحسبان. في الساعة التي تلت التاسعة من ليلة الثلاثاء وقف الشابان اللذان يقطنان بإقامات «البركة» بنفوذ المقاطعة الحضرية للحي الحسني، في أحد أزقتها، فتبادلا الحديث الذي استعر وتطور إلى خلاف، استل فيه الضحية حسب مصدر أمني سكينا أراد أن يحسم به الصراع لصالحه. لكن المتهم استطاع تخليص أداة الجريمة من يد غريمه، ليوظفها ضده، طعن الجاني «هشام» المزداد بتاريخ 1994 غريمه «أمين» المزداد سنة 1993 بطعنات متلاحقة، أفاضت الدم من جسده، ولم تنفع التدخلات الطبية في إنقاذ حياته. نقل الضحية في حدود الساعة العاشرة من ليلة الثلاثاء إلى مستعجلات المستشفى الجامعي «ابن رشد»، لكن القدر عاجله ليلفظ أنفاسه الأخيرة متأثرا بالطعنات التي تلقاها من غريمه، في بداية خلاف لم يكن أحد يتوقع أنه سينتهي نهاية مأساوية، على قارعة الطريق التي شهدت انطلاق الشرارة الأولى للصراع.