مدريد: ذكرت صحيفة "إلباييس" الإسبانية، أن المغرب قلق من وصول الحزب الشعبي الإسباني ذو التوجه اليميني إلى زمام السلطة في اسبانيا بعد الإنتخابات التشريعية التي ستعرفها البلاد الأحد المقبل. وقالت اليومية في تقرير على بوابتها الإلكترونية أول أمس الثلاثاء، إلى أن مصدر القلق المغربي نابع من حدوث تحول في الموقف الإسباني من قضية الصحراء المغربية، مشيرة إلى أن الرباط وعلى الرغم من ذلك بعثت أكتوبر الماضي رسائل ود إلى "ماريانو راخوي" زعيم الحزب اليميني المرشح لمنصب رئيس الوزراء، في حال تمكنه من دحر الإشتراكيين الذين تميزت حقبتهم بانفراج في العلاقات الثنائية ومواقف ايجابية حيال القضية الترابية للمغرب. وعادت الصحيفة في تقريرها إلى الجفاء والصراع الذي طبع العلاقات لمغربية والإسبانية على عهد حكومة "خوسيه ماريا أثنار" سنة 2002 والتي بلغت أوج تأزمها بسب النزاع حول جزيرة ليلى والذي كاد أن يِدي إلى اندلاع حرب بين الجانبين بعد تلويح إسبانيا بتوجيه ضربة عسكرية وقيام المغرب باستدعاء سفيره في مدريد، وهو التوتر الذي ظل يخيم على العلاقات الثنائية حتى بعد تولي راخوي قيادة الحزب الشعبي عام2004 بفعل مواقف الحزب المعادية للمغرب ولوحدته الترابية. واسترسل التقرير في الحديث عن أوجه الجفاء بين الطرفين، فالمغرب لم يدع راخوي منذ قيادته للشعبيين لزيارة الرباط كما جرت العادة، وبالموازاة أعلن راخوي أن أول رحلة له إلى خارج البلاد كرئيس لن تكون إلى المغرب، مشيرة إلى أن الرباط بعثت بإشارات ود للحزب الشعبي أبرزها مشاركة الوزير نزار بركة، اكتوبر الماضي في مؤتمر وطني للحزب الشعبي بملقة، إضافة إلى عدم انتقاد المغرب زيارة انتخابية لراخوي قام بها إلى مليلة،وسكتت عنها الإعلام المغربي الرسمي. وأشارت "البايسس"إلى استغراب المسؤولين في المغرب من عدم ترشيح "غوستافو أريستيغي"المتحدث الرسمي للعلاقات الخارجية في مجلس النواب الإسباني والمتزوج من مغربية والذي يعد الشريك المفضل للرباط داخل الحزب الشعبي، ونقلت تساؤلهم إن كان ينبغي تفسير إبعاده على أنه رسالة معادية.