بعث ماريانو راخوي زعيم الحزب الشعبي اليميني الاسباني والمرشح لخلافة زباتيرو على رأس الحكومة الاسبانية القادمة، إشارات مقلقة إلى الحكومة المغربية القادمة، عبر خطابه (القديم/الجديد)المستفز لمشاعر المغاربة والمناوئ للمغرب، الذي وجهه أول أمس الثلاثاء بمليلية المحتلة، والذي أبرز خلاله الخطوط العريضة للبرنامج الانتخابي لحزبه الداعم للاحتلال، في أفق استقطاب أصوات الناخبين، حيث يراهن راخوي على كسب ثقة الناخبين بالمدينتين المحتلتين. وتأتي الزيارة الجديدة في إطار الحملة الانتخابية الساخنة التي انطلقت مؤخرا بإسبانيا، و الاستعدادات الجارية لخوض غمار الانتخابات التشريعية المزمع تنظيمها يوم الأحد 20 نونبر الجاري. و ينتظر -حسب استطلاعات «نوايا التصويت» بإسبانيا- أن تفضي الانتخابات المقبلة إلى قيادة الحزب الشعبي للحكومة المركزية الإسبانية المقبلة. وكان راخوي قد وصل إلى مطار مليلية السليبة عبر رحلة جوية نقلته من العاصمة مدريد ، وقام بالتجول بالمدينة المحتلة سيرا على الأقدام وسط تغطية إعلامية مكثفة، وثقت لجميع حملته التواصلية المباشرة مع ملاقيه وسط الشارع العام، ولمدة ساعة من الزمن. كما قام أيضا بعقد اجتماع تنظيمي مع القيادة المحلية للحزب الشعبي، وكذا مع عدد من أعيان الثغر المحتل ومدعمي الحزب بالمدينة، حيث تركز النقاش على ما تضمنه البرنامج الانتخابي لليمينيين من وعود بتقديم المزيد من الدعم لسكان الثغرين المحتلين، إضافة إلى منح تفضيلات ضريبية واقتصادية واجتماعية مختلفة، قبل أن يختم برنامج زيارته بحفل غذاء أقيم على شرفه. وسبق وصوله استعدادات مكثفة سهر عليها رئيس الحكومة المحلية و القيادي بالحزب الشعبي خوان خوصي إيمبروضا. واقترن تدبير الحزب الشعبي للشأن العام في إسبانيا بتوتير الأجواء مع المغرب، ويتوقع أن يؤدي فوز اليمين بإسبانيا بالانتخابات التشريعية المقبلة إلى إحياء تلك الأجواء المتوترة، بعد التحولات الإيجابية التي طرأت على العلاقة الثنائية بين البلدين على جميع الأصعدة السياسية والاقتصادية، خلال تولي الاشتراكيين للسلطة. كما اتسمت أغلب مواقف الحزب الشعبي الاسباني بالاستفزازات المتواصلة تجاه المغرب، إذ وقعت أحداث مستفزة مثل احتلال صخرة تورة المغربية والمشهورة باسم جزيرة ليلى من طرف قوات الاحتلال الاسباني بسبتة السليبة، والزيارات المتكررة لرموز الحزب الشعبي إلى الثغرين المحتلين، مما أثار ويثير دائما حفيظة المغاربة. وكان الأمين العام لحزب الاستقلال السيد عباس الفاسي قد بعث منتصف شهر شتنبر من السنة الماضية برسالة احتجاجية إلى زعيم الحزب الشعبي، عقب الزيارة الاستفزازية التي كان قد قام بها هذا الأخير إلى الثغر المحتل. كما أكدت الرسالة الاحتجاجية، أن هذه الزيارة تسيء إلى المشاعر المتجذرة والراسخة لدى جميع مكونات وشرائح الشعب المغربي، وتتنافى مع روح الصداقة ومبادئ حسن الجوار، والاحترام المتبادل، و العلاقات الصريحة والصادقة التي تجمع بين المملكتين المغربية والاسبانية.