كشف ميغيل أنخيل موراتينوس، وزير خارجية إسبانيا، أمس الجمعة أن الدبلوماسي الأميركي، كريستوفر روس، الممثل الخاص للأمين العام الأممي، بان كي مون، سيزور مدريد بداية الشهر المقبل لبحث ترتيبات استئناف المفاوضات المباشرة بين المغرب وجبهة البوليساريو. وأضاف رئيس الدبلوماسية الإسبانية أن بلاده ما زالت ملتزمة بالعمل من أجل التوصل إلى حل عادل ونهائي ومتفاوض عليه تقبله الأطراف لنزاع الصحراء. وفي هذا السياق، كشف موراتينوس، أن أصعب اللحظات التي أمضاها في منصبه كوزير لخارجية بلاده منذ أكثر من ست سنوات، عاشها بسبب الأزمة التي فجرتها نهاية العام الماضي الناشطة الصحراوية أمينتو حيدر، التي شنت إضرابا عن الطعام في مطار "لانثاروتي" بالأرخبيل الكناري. وأرجع الوزيى الأسباني صعوبة الموقف الذي واجهه كوزير للخارجية إلى تعنت، حيدر ورفضها كافة الحلول التي عرضت عليها. وفي سياق مختلف، قال ماريانو راخوي، زعيم الحزب الشعبي الإسباني (معارضة يمينية) أمس الجمعة في مدينة مليلية المحتلة إنه سيزورها ثانية وهو رئيس للحكومة، في إشارة إلى توقع فوز حزبه في الانتخابات التشريعية المقبلة التي ستجرى في إسبانيا عام 2012 إذا لم يجر تقديمها عن موعدها بسبب الأزمة المالية والاجتماعية التي تمر بها البلاد حاليا والتي أثرت بشكل ملموس على شعبية وتأييد الحزب الاشتراكي الحاك، حسبما أكدته استطلاعات للرأي أجريت أخيرا على شرائح اجتماعية من السكان. ودافع راخوي من جهته عن مشروع توسعة ميناء الناظور، وجدد الانتقاد بهذا الخصوص إلى الحكومة الاشتراكية الحالية التي حملها مسؤولية تجميد المشروع والاحتفاظ به عليه في الرفوف بمقر رئاسة الحكومة في مدريد، ولذلك فإن من بين أولى الملفات التي سيعالجها، راخوي، وقد أصبح رئيسا للوزراء، ملف ميناء المدينةالمحتلة. ويبدو أن زعيم المعارضة اليمينية، وجد نفسه مضطرا لمجاراة الحكومة المحلية في مليلية، وهي من نفس حزبه، التي حركت في هذه الأيام ملف الميناء، بعد ما تناهى إلى علمها أن السلطات المغربية عازمة على تحويل ميناء مدينة الناظور المجاورة إلى مرفأ حديث ومتطور وفق المعايير الدولية مل سيمكنه من استقبال حاويات البضائع خاصة وأن أرصفته ستمتد على مساحة 35 كيلومتر ، طبقا للمعطيات الأولية ، ما يعني احتدام المنافسة بين مينائي المدينتين جدا القريبتين من بعضهما ، في المستقبل المنظور، كيفما كان وضع هذا الأخير. وخاطب راخوي، المنتسبين إلى حزبه في المدينة التي يطالب بها المغرب، بعبارات الإخاء والتضامن والمساواة، مراعاة لمشاعر المغاربة المسلمين بالمدينة، مركزا على أهمية الوحدة الوطنية والتعددية الثقافية والمساواة بين الإسبان، حيثما كانوا ووجدوا. بل إن زعيم الحزب الشعبي أبدى قدرا كبيرا من التسامح والتواضع الإنساني، حينما جال في شوارع المدينة وحيا السكان كما تلقى رسائل تظلم من الذين اقتربوا منه. وفي هذا الصد ، زار راخوي مركز إقامة المهاجرين السريين في المدينة وأغلبيتهم من جنسيات أسيوية، لكنه لم يعرض عليهم أي مقترح أو التزام بحل مشكلتهم عندما سيخلف رئيس الوزراء الحالي خوصي لويس ثباطيرو، في قصر "لامنكلوا " مقر رئاسة الحكمة في مدريد. تجدر الإشارة إلى أن المغرب، لم ينظر بعين الرضا إلى زيارة، راخوي لمليلية ، ولكنه لم يعرب عن احتجاجه رسميا، مراعاة للواقع الاستعماري القائم في المدينة. وحرصا من الرباط على تجنب مزيد من التأزيم وتصعيد التوتر، فإنها نصحت، عمر محمدي دودوح، العامل بوزارة الداخلية، بعدم التوجه إلى مليلية حيث كان سيخصص له استقبال حافل من أبناء مدينته، وشكره على ما يقوم به لصالحهم لدى السلطات في بلاده. وكان دودو، غادر مضطرا مليلية بداية عام 1987 ، بعد ما قاد انتفاضة ببين السكان المغاربة، مطالبا بحقوقهم المدنية التي تساويهم مع الإسبان من قبيل حصولهم على الجنسية الإسبانية وبطاقة الهوية والإقامة في مدينتهم التي ولد الكثيرون منهم فوق ترابها.