دعت جماعة العدل والإحسان إلى مقاطعة الانتخابات التشريعية المزمع تنظيمها يوم 25 نونبر المقبل، وكما دأبت الجماعة على ذلك فإنها تعلن قرار المقاطعة قبل أن تدفع دفعا مريديها إلى المشاركة المكثفة لمصلحة حزب العدالة والتنمية في إطار سياسة الابتزاز السياسي الذي تنهجه الجماعة منذ زمن، ومع أن قرار المقاطعة الذي أعلنته الجماعة لا يعنيها إلا هي، لكننا مع ذلك نعتبره غريبا، ويؤكد أن هدف الجماعة هو إسقاط الشرعية في المغرب وإلباسها لبوسا باطلا ما أنزل الله به من سلطان، ولن يرضى الزعيم الأبدي الذي لا يطبق الديمقراطية حتى في جماعته، أن يتنازل عن حقه في الخلافة، التي قرر كحال الأنظمة الديكتاتورية أن تكون بالتوريث، فيجعلها دائما في بيت آل ياسين، وكم يتحسر الشيح الذي شارف على القبر، وقد بلغ به العمر عتيا، أنه لم يلد ولي العهد الذي يصلح لخلافته، والتربع على عرش دولة الشيخ ياسين التي لا تعترف إلا بصوت الزعيم، وما بقي هم خدمه الذين ينفذون الأوامر. فكيف إذا يمكن أن يكون صادقا من لا يملك حتى سلطة نفسه، ويترك الأمور بيد كريمته اليونانية التي تتحكم في الجماعة بلغة دموليير، بل وتحولت إلى منظرة تؤلف كتب الخلافة، في انتظار اليوم الموعود. لقد دعا ياسين وجماعته إلى مقاطعة الانتخابات، لكنهم أبدا لن يدعوا إلى عزل الشيخ وعائلته التي تلطخت بذكرهم كرامة المغاربة، ورتقوا بكارتهم في أعتاب عاصمة اليونان، وتحولت الجماعة إلى محج لغسل ما علق من أوساخ في الأجساد، وكأننا بياسين يقول لمريديه كلوا واشربوا فإني مباه بكم في مملكة الشيطان. لقد نسي ياسين أن الله سبحانه وتعالى قال في محكم كتابه "أطيعوا الله ورسوله وأولي الأمر منكم" ما لم يخالفوا شريعة الله، ولا نجد شخصا يخالف شريعة الله كما يفهم ياسين ومن يدورون في فلكه الذين حولوا الأمة إلى فضاء لنشر الرذيلة، وزرع الفتنة والشقاق، ضدا على الثوابت الشرعية والأعراف، لأن من في نفسه مكر لا يمكن إلا أن يصدر عنه المكر والخديعة. إن الدعوة إلى المقاطعة هي مخالفة لشرع الله، الذي طالب بالتضامن والتكتل، وعدم الخروج عن أمر المسلمين، فهل يعلم ياسين ما تعنيه المقاطعة شرعا، بطبيعة الحال هو لا يريد أن يعرف لأن هدفه الأسمى هو الخلافة التي بنى من أجلها دولة في عقله وعقول من يتبعونه.