تطلق شركة مايكروسوفت للبرمجيات الخميس آخر نسخة من ويندوز، نظامها لتشغيل الحواسيب "ويندوز 7"، وسيحدد نجاح هذه النسخة او فشلها مصير الشركة العملاقة . عندما يتعلق الامر بمايكروسوفت، من المهم ان تتذكر حجمها الهائل، ف90 بالمئة من حواسيب العالم تشتغل بنظام ويندوز، وتقول الشركة ان اكثر من مليار شخص يستخدمونه. كما ان نصيب النظام من مداخيل الشركة لا يستهن به، اذ شكل اكثر من نصف ارباحها في العام الماضي، والتي بلغت 58.4 مليار دولار. ومنذ اعوام، يتكهن الخبراء بنهاية احتكار مايكروسوفت لسوق انظمة التشغيل، قائلين ان آبل "العائدة" أو نظام لينوكس الحرستطيحان بها، ومنهم من يقول ان ثورة في كيفية استخدام الحواسيب ستكون نهاية مايكروسوفت، حيث لن تحتاج الحواسيب الى تخزين انظمة التشعيل محليا، بل تديرها من خوادم بعيدة فيما يطلق عليه "الكلاود أو السحابة". لكن الحقيقة ان الد اعداء مايكروسوفت نفسها، فتصرفاتها المتشددة تجاه منافسيها جلب عليها اهتمام صناع القرار في المفوضية الاوروبية ووزارة العدل الامريكية. واهم من ذلك انها تسرعت في اطلاق نسخة "فيستا" من ويندوز قبل ثلاث سنوات. واضطر مستخدمو ويندوز فيستا، وهو برنامج "منتفخ" صعب التحميل الى التخلي عن الكثير من برامجهم وآلاتهم (هاردوير) التي لم تتلاءم معه. كانت تلك كارثة ضربت مصداقية مايكروسوفت لدى المستهلكين والمبرمجين على حد سواء. مازال سلف "فيستا"، وهو ويندوزاكس بي" متألقا رغم ان عمره 8 سنوات، ولا يتعدى نصيب فيستا في السوق 18.6 بالمئة، ويقول البعض 35 بالمئة، لكنه يبقى اداء ضعيفا رغم ذلك. كل هذا يجعل من اطلاق ويندوز 7 فرصة مايكروسوفت الوحيدة لاستعادة سمعتها، ويقول كل موظف بارز في مايكروسوفت تناقشه في الامر: "لقد تعلمنا الكثير من فيستا." ويبدو الامر كذلك، فمايكروسوفت تطلق ويندوز 7 في موعده، بينما تأخرت فيستا سنتين، كما تفادت الشركة الوقوع في خطأ فادح ارتكبته مع فيستا، وهو اطلاق النظام قبل استعداد شركائها المهمين لتبنيه تيم ويبر- بي بي سي