مشكلتي تحطم الفؤاد، أنا فتاة تجاوزت الثلاثين من العمر ليس لي حظ مع الرجال. أثناء دراستي بالجامعة تعرفت على زميل جمعني به الحب، وقد اتفقنا منذ البداية على الزواج بعد التخرج. وبالفعل جاءت والدته وشقيقاته لزيارتنا. بعدها انقطعت أخباره، ولم أعد أعرف عنه شيئا، وحتى الآن لم أعرف سبب ابتعاده عني. تألمت كثيرا وتحطمت نفسيتي، ثم لملمت شتات نفسي لاستعادة توازني وسلمت أمري إلى الله. وبعد مضي سنتين تعرفت على شاب يعمل معي في نفس المؤسسة، شاب مهذب لاحظت أنه يعاملني باهتمام، كنت أرى الحب في عينيه، لم يصارحني بمشاعره نحوي إلا بعد سنة، وقال لي إنه يريد أن يخطبني وجاءت والدته لزيارتنا. وفي صباح اليوم التالي ذهبت إلى العمل والرغبة تدفعني لرؤيته إلا أنني وجدته قد انقلب وصرف النظر عن الموضوع. حاولت أن أعرف منه السبب، فأخبرني أن والدته غير موافقة وهو أيضا لم يرتح للأمر. لقد تحطمت هذه المرة وتألمت كثيرا وانطويت على نفسي، فلم يساعدني على الخروج من هذه المحنة سوى صديقتي المقربة. وفي المرة الثالثة حدثت نفس المشكلة، إذ تقدم لي أحدهم، وهذه المرة لم أستطع تصديق ما حدث، فأرجعت الأمر الى السحر؛ اسودت الدنيا في عيني، فقدت الثقة في الجميع، و لا أدري ماذا أفعل! فاطمة/ المدية الرد: شعرت بمدى ألمك النفسي وحجم معاناتك، ولا بد من لملمة شتات نفسك لتجاوز هدا الوضع والعودة إلى حياتك الطبيعية. هناك حلقة مفقودة في رسالتك، ولم أجد أية إشارة إليها، وهي عائلتك. أنت لم تتحدث أبدا أو تذكري شيئا عن موقف أفرادها من الأشخاص الذين تقدموا للارتباط بك. أحيانا ومن دون أن يقصد الأهل الإساءة قد تصدر عنهم بعض المخاوف أو الطلبات المبالغ فيها أو كثرة السؤال؛ حرصا على مستقبل ابنتهم، وليس بغرض تهريب الخاطب وأهله، وبالتالي تكون لغة التواصل بين الطرفين غير مريحة، ويحدث نوع من عدم القبول، فيتخوف أحدهما من الإقدام على هذه الخطوة خشية المتاعب، فيفضل الانسحاب، وقد تكون هذه الأمور التي أثارت هذه المخاوف غير منطقية، ولكن يمكن الشعور بها من خلال أسلوب الحديث والمعاملة، ربما هذه أمور غابت عن ذهنك وتفكيرك. عزيزتي، من الصعب الجزم بالسبب الحقيقي لانسحاب الخطّاب الثلاثة بعد زيارتهم لأهلك، المطلوب منك أن تراجعي كل ما حدث بدقة، وأن تتناقشي مع أهلك فيما حدث، فربما ومن دون قصد حدث ما جعلهم يتراجعون عن مسألة الخطبة أو المضي في مسألة الارتباط وإن كان ذلك لن يعيد من رحلوا، ولكن معرفتك السبب يريحك نفسيا بعض الشيء، وسيجنّبك مواقف أخرى مشابهة في المستقبل. هيَّ بادري إلى معرفة السبب بدلا من التقوقع في دائرة العذاب النفسي.