شهدت مسيرة شارع الشجر يوم الأحد 25 شتنبر لحركة 20 فبراير حضورا قليلا مقارنة بمسيرة الأحد الماضي بالمدينة لقديمة وبوركون، إذ لم يتجاوز العدد 5 آلاف شخص. المسيرة التي انطلقت على الساعة الرابعة والنصف، كما حضرتها كود، اختارت ان تظهر بمظهر العائد المنتصر إلى شارع منعت منه بالقوة مرتين شهر يونيو الماضي، فقد وضعت الزرابي ووزعت الحلويات وقطعت طفلة صغيرة شريطا إيذانا ببدء المسيرة.
اصحاب هذه المسرحية التي تفتقر الى الإبداع أرادوا أن يظهروا قوة الحركة ومدى التعاطف الشعبي معها. إنها حرب الصور وظف فيها أطفال لخدمة طموحات الكبار.
من الأمور المثيرة في مسيرات حركة 20 فبراير الاخيرة هو الحضور الملفت للنظر للاطفال، غالبية هؤلاء ومعهم أمهاتهم من العدليين. فالقادة الميدانيون للعدل هم من كان يوجههم ويوضح ما عليهم حمله من شعارات.
مسيرة بنفس الشعارات مسيرة يوم الأحد لم تختلف عن سابقاتها بخصوص الشعارات: الشعب يريد إسقاط الفساد وباراكا ما تقمع ما ببقيتيش كتخلع وياشعبي كنبغيك عيشة ما نبغيهاش ليك والمغربي جا وقتك نوض دوي على حقك وغيرها رددها المشاركون في المسيرة الذين انقسموا الى ثلاث مجموعات.
كما لجا المنظمون الى رفع لافتات كثيرة تعبر فيها احياء مختلفة من المنطقة عن ترحيبها بالمسيرة في عملية تواصلية بالأساس.
المسيرة عادت لترفع شعارات ضد مستشارين وبرلمانيين كان أبرزهم جودار احد نواب العمدة. المشكلة في شعارات مثل هذه هو ان الحركة او العدل والإحسان والطليعة والنهج قرروا عدم المشاركة في الانتخابات ورددوا ما مصوتينش ما مصوينش وفي نفس الوقت رددوا شعارات وحملوا لافتة ضد شخص دون غيره.
حركة 20 فبراير ساحة لتصفية الحسابات الانتخاوية هذا يظهر ان هذه المسيرة والمسيرات المقبلة ستتحول الي ساحة لتصفية الحسابات الشخصية بين مرشحين، فكل من له حساب ضد مرشح يطبع لافتة ويمنح مئات الدراهم الى مشاركين في المسيرة لينعت بكافة النعوت. حسب احد المستقلين لكود فان الحركة اصبحت تتوفر على بلطجيتها وعلى ما يشبه المليشيات التي تحمي مصالح معينة.
مسيرة اليوم شكلت تراجعا في كل شيء مقارنة بمسيرة الأحد الماضي، لم يسمح لشباب من اليسار الراديكالي ترديد شعارات تتجاوب وقناعاته الأيديولوجية، كما تظاهرت النساء في فضاء والرجال في فضاء آخر. إنه شكل من أشكال منع الاختلاط. النساء العدلاويات طبقن بحرفية هذا اللا اختلاط المذل للمرأة الديموقراطية المؤمنة بالمساواة. كما أن هذا التصرف يناقض شعارات رفعت في نفس المسيرة تتحدث عن المساواة، بل إن المسيرة لم تعرف مشاركة نفس العدد من النساء الديموقراطيات الذي شارك في مسيرة الأحد الماضي.
"العدل" تستمر في إحكام قبضتها على الحركة، بل أصبحت بعض قيادات الطليعة يأتمرون باوامر العدليين في خنوع وطاعة.