بلا ما تمحن راسك، إلى ما جبتيش تعبئة 5 دراهم ما غاديش يسجلوك". هذا ما أصبح تلاميذ ثانوية ابن مسيك، بالبيضاء، يرددونه منذ انطلاق التسجيل للموسم الدراسي الجديد. إذ أجبروا على إحضار بطاقة التعبئة مع باقي وثائق التسجيل. "راهم حماقو بغاو تعبئة 5 دراهم، ولكن ما عندي ما ندير، خصني نعطيها لهم، حيت ما غاديش يقيدوني وغادي يشدو معايا الضد"، هكذا تحدثت تلميذة كانت تستعد لدفع وثائق التسجيل بثانوية ابن مسيك. رغم أنها تعي جيدا أن القرار الذي وضعته الإدارة "مزاجي وغير قانوني" على حد تعبيرها، إلا أنها مضطرة إلى تنفيذ الأوامر، كيف لا، والحراس والناظر وحتى المدير، سيرفضون حتى النظر في ملفها دون "تعبئة 5 دراهم". بالقرب من مكتب التسجيل بالمؤسسة التي تعج بالتلاميذ، بعضهم بوزرات بيضاء، وآخرون دونها، وقفت تلميذة إلى جانب العشرات من أصدقائها تنتظر دورها من أجل وضع وثائق التسجيل على مكتب المكلف بالأمر. كان بالمكتب 3 أشخاص، امرأتان ورجل، يتهيؤون لاستقبال الملفات، كل همهم أن تكون الوثائق كاملة، ولن تكون كذلك إذا لم تكن ضمنها "تعبئة 5 دراهم". برر موظف قرار الإدارة بمصلحة التلاميذ، لأن التعبئات الهاتفية، حسبه، ستمكن من الاتصال بأولياء الأمر. واسترسل في الحديث ردا على سؤال عما إذا كان ما فرضته المؤسسة قانونيا: "راه حتى التنابر ما شي قانونيين والوزارة ما قالتش لينا خودوهم". وقبل أن يكمل الرجل حديثه، أضافت موظفة كانت تجلس بالقرب من مكتبه "شوفي راه هاد التعبئات كلهم جابوهم الدراري"، مشيرة إلى علبة مليئة بتعبئات الهاتف المحمول، ثم أضافت "قلنا ليهم يجيبوهم باش إلى تغيب الدري نعيطو لدارهم ويكونوا على علم بالموضوع". تتحدث المرأة وكأن التلاميذ وأولياء الأمور مضطرون إلى "تقديم" التعبئة وأن وزارة التربية الوطنية فرضتها في وثيقة رسمية. موظفة أخرى "تتطفل" وتدخل في الحوار مؤكدة أن الإدارة فرضت إحضار التعبئة بعد أن نجحت مؤسسة في النيابة ذاتها، في تقليص ظاهرة الغياب، لأنها، حسب تعبيرها دائما، كانت على اتصال بأولياء الأمور وأنها كانت تخبرهم بغياب أبنائهم، دون أن تضطر إلى بعث رسالة مضمونة إليهم، لأنه في غالب الأحيان لا يضع التلاميذ العناوين الصحيحة على الأظرفة. لكن، مادام أن التلاميذ، حسب منظور الإدارة، لا يضعون العناوين الصحيحة، فمن الطبيعي أن لا يضعوا أرقام هواتف أوليائهم صحيحة! من جانبه، نفى مدير ثانوية ابن امسيك، أن تكون الإدارة فرضت على التلاميذ إحضار التعبئات، وحول رفض تسجيل عدد من التلاميذ، لأنهم لم يحضروها، "، نفى المدير أن يكون توصل بشكاية في الموضوع. وقال مسؤول بوزارة التربية الوطنية، اتصلت به "الصباح"، إن الثانوية ليس من حقها فرض إحضار تعبئات الهاتف المحمول، حتى لو كانت تنوي الاتصال بأولياء الأمور من أجل إعلامهم بغياب أبنائهم. وأضاف أنه في حالة قرر مجلس التدبير، الذي يتكون من جمعية أباء وأولياء الأمور، والمدير، والناظر، والأساتذة، أن تكون التعبئة من ضروريات التسجيل، يجب أن يعطى مقابلها وصل يؤكد قانونية القرار. وهذا ما لا تقوم به ثانوية ابن امسيك. ولم ينف بعض أولياء الأمور أنهم يعتزمون رفع دعوى قضائية ضد المدير ومن معه بتهم تحصيل مبالغ بطرق غير مشروعة ولم يأمر بها القانون.