لا شك أن قارئ الصحف والجرائد المغربية بأنواعها الالكترونية و الورقية او المشاهد والمستمع للتلفزية والاذاعية منها قد لاحظ أن الرأي العام المغربي علق آمالا كبيرة على تحكم الثوار في زمام أمور ليبيا واطاحتهم بصعلوك الحكام العرب معتقدين أن ذلك كاف لإيقاف الصراع المفتعل في الصحراء المغربية. وكمواطن مغربي له غيرة على مصالح بلده العليا أرى أن هذا التفاؤل قد يكون مبالغا فيه، ليس لأن الثوار قد يغيرون سياستهم. بل لان المساندين للأطروحة الانفصالية في الجهة الشمالية يقفون على نفس القرب من الحكام الجدد لليبيا. بل يقفون على مسافة اقرب وأفضل. كيف لا وفيهم عراب الثورة -فرنسا- و محارب وفي للنيتو -اسبانيا- الن يكون لهذين الحليفين تأثير على رؤساء باب العزيزية المستقبليين. فربما يتضح للمستعمرين السابقين للمغرب ان مصالحهما لن تكون الا في تعكير الجو بين ليبيا والمغرب.. لسبب او لأخر.. وما أسهل ذلك على مخترع قضية امينتو حيدر. فعلى سبيل المثال لا الحصر قد ترى صاحبة مصانع الميراج القديمة ان بيع الأسلحة للمغرب العربي لن يتم الا باطالة أمد النزاع في الصحراء المغربية وجر ليبيا إليها أيضا. مع التفكير الجدي في ضم تونس إذا اتضحت الرؤيا جيدا بعد انقشاع ضبابية ثورة البوعزيزي. وبما أن جيراننا الشماليين لا يرتاح لهم بال أبدا بصلاح احوال المغرب خاصة مع تعاظم أمر الأزمة الاقتصادية وحصار الفرنسيين لمنتوجاتهم الفلاحية فلابد أنهم لن يجدوا بدا من العزف على أوتار الانفصال معتقدين أن ذلك قد يكسبهم ورقة ضغط في التفاوض حول اتفاقية الصيد البحري أو الموقع المتقدم للمغرب مع الاتحاد الاوربي. أما الجزائر فحدث ولا حرج...فعلى الرغم من أنها كشرت عن أنيابها للثوار ولكل من له صلة بمصطلح الثورة. فان كيد جنيرالاتها للمغرب عظيم ولا يعلم شره إلا الله. فآخر التقارير الصحافية القادمة من مخيمات لحمادة تشير إلى أن الاستعدادات على قدم وساق لاستقبال ضيف عزيز كان سخيا مع المغرر بهم من زعماء البوليساريو انه القذافي وحاشيته وابناؤه. اجل هذه ليست دعابة. بل قصاصة إخبارية تداولتها الوكالات الإخبارية هذا اليوم 2شتنبر...... ما قد يفهم من هذا التكتيك الاضطراري والغبي لعساكر الجزائر هو انهم قد يؤججون الصراع باستضافة البوليساريو للقذافي، فإذا كان بعض المتفائلين يظنون أن ذلك قد يخدم مصلحة المغرب. فالتجربة علمتنا آن الغرب لا أمان له إلا إذا استطعمته من الثروات حتى يشبع أو إلا إذا رميب لسيناتوراته الملايين كما فعل القذافي مؤخرا بعد اندلاع الثورة حيث تهافت على مساعته مسؤولين أمريكيين ونواب في الكونغرس على الرغم من أن النيتو كان قد بدا ضرباته لطرابلس.حسب ما حصل عليه الثوار في مكتب سيف الاسلام بعد تفتيشه. والذي رشا تحت ضربات النيتو قادر على ان يرشي تحت رحمة جنرالات بوتفليقة. لن اكون متشائما أكثر من هذا حتى لا أسمى من دعاة النظرة التشاؤمية.. فكل ما أريد ان أوضحه هو أننا في بداية الطريق والى حد الآن لزلنا لم نفقد شيئا مما حصلنا عليه في دعم الثوار..وكل مايجب علينا فعله هو أن نثبت موقعنا المتقدم في ليبيا. وان لا نتخاذل عن ركب الأصدقاء المقربين للمجلس الانتقالي.. وكل ذلك لن يتم بالتصريحات التلفزية لوزير الخارجية ولا بخرجات الناطق باسم الحكومة... بل يجب وضع كل الامكانيات المغربية الاستخباراتية واللوجيستيكية لمراقبة الوضع الأمني والتوجه السياسي للمجلس الانتقالي. يجب أن تتحول سفارة المغرب بطرابلس وقنصليتنا في بنغازي الى خلية عمل لا تتوقف مع تمكينهما من اطر مغربية محنكة سريعة البديهة قادرة على اخذ القرارات الصحيحة في الوقت المناسب. اتمنى ان يكون هذا المقال جرس إنذار لمن ظن أن الطريق مفروش بالحرير........