ينتظر أن تكون الألعاب الأولمبية الصيفية 2012 بلندن أكثر المنافسات الرياضية إثارة للجدل في السنوات الأخيرة لتزامنها مع شهر رمضان الفضيل، حيث يتوقع تأثر حوالي 3000 رياضي مسلم بهذا العامل، الذي سيؤثر دون شك على الرياضيين المسلمين في أكبر منافسة رياضية في العالم، ويتزامن شهر رمضان العام القادم مع موعد الألعاب الأولمبية المقرر من الفترة 27 جويلية إلى 20 أوت 2012، ما دفع العديد من الدول الإسلامية إلى المطالبة بتعديل موعد هذه الألعاب مباشرة عقب الإعلان عن موعدها، غير أن المنظمين تحججوا باختيارهم لهذا الموعد برغبتهم في الاستفادة من أكبر عدد ممكن من المتطوعين للمشاركة في الألعاب، فضلا عن انخفاض حدة الازدحام في شوارع لندن لتصادفها مع العطلة الصيفية. * وكان مسعود شاد جاريه رئيس لجنة حقوق الإنسان الإسلامية بلندن أبدى، في وقت سابق من تاريخ الإعلان عن فوز لندن بتنظيم الألعاب الأولمبية، تحفظه على هذا التزامن قائلا: "إنهم ما كانوا لينظموا هذه الدورة في (عيد) الكريسماس، ولذلك فإنه من الغباء أيضا أن يتم تنظيمها في رمضان.. هذا يظهر قلة وعي تام بحساسية هذا الأمر.."، واعتبر أن هذا التزامن سيكون عائقا للرياضيين ويعزل الأقليات الآسيوية (من دول ذات ثقل إسلامي مثل ماليزيا وإندونيسيا) ليعتبروا أنفسهم هامشيين في الدورة، وقال: "إن هذا لن يؤثر فقط على المشاركين ولكن على كل الناس الراغبين في مشاهدة الألعاب"، وتابع: "إنهم لن يسافروا خلال رمضان وسيتخلون عن رغبتهم في مشاهدة الألعاب". وبلغ عدد الرياضيين المسلمين نحو ربع إجمالي أعداد الرياضيين الذين شاركوا في أولمبياد أثينا عام 2004 والذين تجاوز عددهم 11 ألف لاعب ورياضي، وعادة ما يخضع تنظيم هذه البطولات الدولية لأجندة الدول الغربية التي تسيطر على معظم الاتحادات الرياضية الدولية. * وتعد الألعاب الأولمبية أعلى درجة في سلم المنافسات الرياضية وتعتبر الهدف الأول لأحسن الرياضيين العالميين من أجل التتويج بالذهب خلال منافساتها، لما يمثله ذلك من قيمة ثابتة في أعرق منافسة رياضية على وجه الأرض، لكن إجراء دورة لندن خلال شهر رمضان من شأنه حرمان الرياضيين المسلمين من فرصة دخول التاريخ ويضعهم في منافسة غير متكافئة مع الرياضيين غير المسلمين، الذين سيستفيدون دون شك من تأثر الرياضيين المسلمين بعامل الصيام، كما يتوقع أيضا أن يطال هذا التأثير الحضور الجماهيري، مادام أن الجماهير المسلمة ستتفادى التنقل إلى لندن في هذه الفترة بالتحديد، لمناصرة ممثلي بلدانها، على خلفية تزامن الدورة مع شهر رمضان، خاصة أن المسلمين يفضلون قضاء الشهر الكريم في أجواء عائلية، وهي عوامل من شأنها التأثير ولو نسبيا على نجاح دورة لندن 2012 .