قال الرئيس السوري بشار الاسد مساء الاحد إن "أي عمل عسكري ضد سورية ستكون تداعياته أكبر بكثير مما يمكن أن يتحملوه"، وتوقع إجراء الانتخابات البرلمانية في شباط العام المقبل. وأضاف في حديث للتلفزيون السوري: "نحن لا نسمح لأي دولة في العالم قريبة أو بعيدة بأن تتدخل في القرار السوري". وقال الأسد أن علاقة سورية مع الغرب علاقة نزاع على السيادة هدفها المستمر أن ينزعوا السيادة عن الدول بما فيها سورية ونحن نتمسك بسيادتنا دون تردد. وأكد أن "سورية لا يمكن أن تجوع وذلك مستحيل فلديها اكتفاء ذاتي وموقعها الجغرافي أساسي لاقتصاد المنطقة وأي حصار عليها سيضر عددا كبيرا من دول المنطقة وسينعكس على دول أخرى". وقال "إن محاولة أخذ دور المرشد أو المعلم أو لاعب الدور على حساب القضية السورية مرفوض رفضا باتا من أي مسؤول في أي مكان في العالم". واعتبر الأسد أن الاضطرابات التي تجتاح البلاد أصبحت أكثر ميلا للعمل المسلح في الاسابيع الاخيرة لكنه عبر عن ثقته في السيطرة عليها. وقال "بالنسبة للوضع الامني حاليا فانه تحول الى اتجاه العمل المسلح أكثر خاصة في الاسابيع الاخيرة وتحديدا في الجمعة الماضية... نحن قادرون على أن نتعامل معه... أنا لست قلقا". وأضاف أن "وعي الشعب السوري حمى الوطن وأفشل مخطط إسقاط سورية خلال أسابيع قليلة". ومضى قائلا "بدأنا بتحقيق إنجازات أمنية مؤخرا لم نعلن عنها الآن لضرورة نجاح هذه الإنجازات.. والوضع من الناحية الأمنية أفضل الآن مشيراً إلى أن هناك حالات أمنية لابد من مواجهتها من خلال المؤسسات الأمنية". وأضاف ان "الحل في سورية سياسي ولو لم نكن اخترنا الحل السياسي منذ الأيام الأولى للأحداث لما ذهبنا باتجاه الإصلاح بعد أقل من أسبوع على الأحداث". وقال الأسد: نحن في مرحلة انتقالية وسنتابع القوانين وسيكون هناك انتخابات ومراجعة للدستور وأهم شيء في هذه المرحلة أن نستمر بالحوار. وشدد الأسد على أن "كل من تورط بجرم ضد مواطن سوري سواء كان مدنيا أم عسكريا سوف يحاسب عندما يثبت عليه ذلك بالدليل القاطع". وأضاف أن "الإصلاح بالنسبة لكل الدول الاستعمارية من الدول الغربية هو أن تقدم لهم كل ما يريدون وأن تتنازل لهم عن كل الحقوق وهذا شيء لن يحلموا به لا في هذه الظروف ولا في ظروف أخرى". وقال الأسد: "إنني مطمئن لأن الشعب السوري كان دائما يخرج أقوى.. و بشكل طبيعي هذه الأزمة كأي أزمة سوف تعطيه المزيد من القوة".. اعتقالات في غضون ذلك ذكر نشطاء أن قوات الاسد اعتقلت عشرات الاشخاص خلال غارات في محافظة ادلب بشمال البلاد كما داهمت قوات الجيش والامن حي الخالدية في مدينة حمص بوسط البلد. وقالت الوكالة العربية السورية للانباء /سانا/ يوم الاحد انه تم تشييع جثامين خمسة جنود قتلهم مسلحون في حمص ودرعا. انقسام بالمعارضة على صعيد أخر، أعلن فصيل سوري معارض انسحابه من المشاركة في اجتماعات تعقد في تركيا، وتهدف إلى توحيد صفوف المعارضة. وجاء في تصريح صحفي صادر عن "الائتلاف الوطني لدعم الثورة السورية" وفقاً لوكالة "آكي" الإيطالية أنه دعي "إلى مدينة اسطنبول للمشاركة في مباحثات حول توحيد أطياف المعارضة السورية" على حد قوله. وأشار إلى أنه "ومن خلال المباحثات تبين عدم جدوى مشاركة الائتلاف في اللقاء لكون المشروع المقترح لا يحقق الهدف المرجو، ولذلك يعلن الائتلاف عن عدم مشاركته في هذا الاجتماع"، حسب تعبيره. وبدأ معارضون سوريون السبت، عقد اجتماعات تستمر يومين في أحد فنادق مدينة اسطنبول التركية، في سبيل تدشين ما أسموه "المجلس الوطني السوري" لتنسيق العمل المعارض لحكومة دمشق. وفي دعم أميركي للمعارضة السورية، صرح المتحدث باسم الخارجية الأميركية مارك تونر لشبكة "سي ان ان" التلفزيونية الجمعة أن المعارضة السورية أصبحت "أكثر تلاحماً" و"أكثر تمثيلاً" للبلاد.