البلاد شقان،الأول بديهي و سابق وهو الشعب والثاني لاحق وهو الحكومة،الزمن سيرورة تتغير بها الشعوب وتتطور معها درجات الوعي لديه،ففي كل مرحلة من مراحل تطور المجتمع،تتوالى الحكومات ودرجة حكامتها بالتوازي مع درجة الوعي لدى المجتمع،من الطبيعي أن تعكس هذه الحكومات (المنتخبة) إرادة الشعب و مستوى تطلعاته،فسلطة الحكومة تستمد شرعيتها من ر ضى الشعب عنها وعن مردوديتها على المستويين الإقتصادي والإجتماعي،والتي لا يهمها سوى مصلحة البلاد والوطن،سلطة مقيدة بقوانين مفعلة وليس فقط مجرد كلمات مدسترة تستخدم لخدمة المصالح الشخصية،تستعبد المواطن وتستنزف خيرات الوطن. أعداء المغرب الحقيقيون اليوم وبالترتيب هم : النظام التعليمي المغربي ومخططاته الإستعجالية التي لا تنتهي،بأقسامه المكتظة والبيداغوجية العمياء التي يعمل بها أساتذه ومعلميه،ومقرارته التي زادت نسبة(الأمية)بالمغرب،والنسب العالية من حالات الغش التي يتم التغاضي عنها،فلا أدري كيف ينتقل التلاميذ من مستوى إلى أخر بنقطة 08/20 (مكاين غير دفع). الإرتزاق والتخلف السياسي،حيث صارت السياسة وسيلة لجمع الثروات وتكديس الأموال،مما بخس العمل السياسي،بعد تطاول (مالين شكارة) والسفهاء على الحقل السياسي،فصارت كراسي البرلمان والمجالس المحلية تباع في مزادات سرية لمن يدفع أكثر،الشعب عبر في أكثر من مناسبة عن عدم رضاه ومقاطعته (للعملية) الإنتخابية،فالنسب المتدنية للتصويت خير دليل على معرفة المواطن بهذه السوسة التي تتآكل الجسد السياسي للدولة،وعدم ثقته في الغالبية العظمى من الأحزاب الوطنية. وفي المرتبة الثالثة نجد وكأخطر أعداء الشعب،إعلام القطب العمومي المتجمد الراعي الرسمي للملل والتفاهة في المغرب والذي لا يعكس الذوق الإعلامي المغربي،ولا المستوح الفكري للمغاربة بفئاتهم الإجتماعية المختلفة،إعلام لا يرقى إلى نصف المستوى المطلوب.بالإضافة إلى التحول العميق لدور الصحافة الوطنية والتي تركت دورها الرئيسي كحامل لمشعل الحقيقة والنزاهة و الدفاع عن الحق في المعرفة والإخبار والإطلاع على الحقيقة بكل موضوعية ومهنية و مناصرة قضايا الديمقراطية والحريات،لتتحول إلى جرائد لتبادل الشتم وتصفية الحسابات وترقيع البكارات السياسية لدينصورات العصر الجوراسي،فتحولت لأرض معركة يتطاحن فيها من يدفع أكثر مقابل كراء الأقلام.لتتحول الى شركات همها الوحيد جمع أكبر قدر من المال مقابل بيع أوراق صفراء لا تصلح لشيئ سوى (كورق ل..). التعليم والإعلام والسياسة من أهم الركائز التي تقف عليها الدمقراطيات الحقة،فإن فسدت فسد معها الشعب و ضاع في متاهة التخلف والرجعية وإن صلحت إزدهرت معها البلاد وتقدمت إلى مصاف الدول المتقدمة.