محمدية بريس - حبيبة حكيم العلوي لا يكاد التوتر يحط أوزاره بين المغرب والجزائر بفعل المكر الجزائري، في جميع المجالات، إلا وترجع للاشتعال برغبة من الجزائر التي تتحين الفرص للمزيد من المشاكل لغاية في نفسها. وإذا كانت بعض الصحف الجزائرية ذات السمة الاقتصادية، أثارت موضوع الفوسفاط الجزائري وعزم الجزائر تصديره بأثمنة جد منخفضة، نكاية في المغرب الذي يبيع بأثمنة تساير الأثمنة العالمية طبعا، فلكونها تريد الدخول في باب المنافسة المجانية لجلب المزيد من المشاكل والعداء. ولمن لا يعرف ذلك، فالمغرب يعد ثالث منتج عالمي للفوسفاط وأول مصدر لهذه المادة إذ يتوفر على %75 من الاحتياطي العالمي الذي يتوزع بنسب متفاوتة بين أربع مناطق أساسية وهي: بن جرير ، بوكراع ،خريبكة واليوسفية. و من أهم مشتقات الفوسفاط الأسمدة الفوسفاطية المستعملة في الفلاحة وحمض الفوسفوري، كما يختزن باطن الأرض المغربية ثلثي الاحتياطي العالمي من الفوسفاط، إذ يتوزع هذا الاحتياطي بنسب متفاوتة بين أربع مناطق هي أولاد عبدون، كنتور، واد الذهب و مسقلة، هذه الأخيرة التي لم تفتح بعد للاستغلال، مما يعني أن المغرب يتوفر على احتياطي كبير لعقود أخرى ، وهذا ماجعل الجزائر التي تحتكم على مخزون من الفوسفاط تحاول الدخول في دائرة المنافسة ولكنها ليست منافسة شريفة إذ تحاول عرقلة الاقتصاد المغربي، الذي يرتكز في جزء كبير منه على العائدات الفوسفاطية. المهم في هذه الحكاية الجديدة القديمة، أن الجزائر تحاول الترويج حاليا من خلال مصالحها التجارية في قنصلياتها بالخارج إلى مسألة تصدير فوسفاطها لبعض الدول العربية، كالمملكة العربية السعودية وقطر و بعض البلدان الأخرى بأثمنة منخفصة، إلا أنها لا تعلم أن المغرب مرتبط باتفاقيات عادية وأخرى تفضيلية مع بلدان عربية وأجنبية وفي جميع دول المعمور ، مما يجعلها تخبط خبط عشواء ليس إلا. والسؤال الذي يطرح نفسه هو:ألم تتعب الجزائر من مناوراتها غير المبررة، هذه المناورات التي ستبقى وصمة عار على جبين الجارة الجزائر، لكونها أضاعت فرصا عديد للتنمية والتقدم على أجيال عديدة، كما أضاعت فرصة تقدم اتحاد المغرب العربي الذي يحتكم على جميع المؤهلات لكن.