أفادت مصادر إعلامية أن حزب العمال الجزائري، بقيادة لويزة حنون، رحب بقرار المغرب القاضي بإلغاء التأشيرة على الجزائريين الراغبين في زيارة أراضيه، وأكد الحزب في بيان صادر عنه أن المبادرة المغربية تستدعي المعاملة بالمثل لتعميق أواصر الأخوة وحسن الجوار بين الشعبين المغربي والجزائري. وانتقد حزب العمال كثيرا ما نشرته بعض الجرائد الجزائرية من مقالات وتحاليل تصب في اتجاه تكريس مناخ التوتر بين المغرب والجزائر، متسائلا في الوقت نفسه عن المستفيد من الوضعية المتأزمة بين البلدين، رغم أن كافة سبل التعاون بينهما متوفرة، ويعتقد هذا الحزب العمالي أن من شأن التبادل الاقتصادي بين البلدين أن يعزز دينامية اقتصادهما. من جهة أخرى، توجد السلطات الجزائرية، منذ إعلان جلالة الملك مساء يوم عيد العرش30 يوليوزالماضي عن قرار إلغاء التأشيرة لدخول الجزائريين للتراب المغربي، في حرج كبير وتعرف ما أسمته بعض المصادر الإعلامية ب ضغوط دبلوماسية مارسها باقي أعضاء اتحاد دول المغرب العربي (ليبيا وتونس وموريطانيا)، من أجل دفعها إلى معاملة المغرب بالمثل، ورفع تأشيرة الدخول إليها للمغاربة. وكانت الأمانة العامة لاتحاد المغرب العربي قد أصدرت بيانا تعلن فيه أنها تلقت بارتياح كبير وانشراح عميق القرار السياسي الحكيم الذي أعلنته المملكة المغربية بإلغاء تأشيرة الدخول إلى ترابها للمواطنين من الجزائر، واصفة الإجراء المغربي بالإيجابي والبناء، والقادر على خلق بوادر وأجواء الانفراج بين البلدين، وفتح آفاق جديدة من التقارب وحسن الجوار. وقد ذكرت المصادر الإعلامية ذاتها أن مسؤولا سياسيا في الجزائر اعترف بوجود ضغوط، وخاصة من طرف عواصم الدول المغاربية، وكما اعترف بأن إلغاء فرض التأشيرة على المغاربة مسألة وقت، ورهين بتلقي الجزائر ما سمي ب توضيحات رسمية من الرباط. وشدد المصدر المذكور على أن مسألة فتح الحدود غير واردة قبل الفصل في كل الملفات العالقة، والمتصلة مباشرة بالملف الأمني والإدراة المشتركة لعمليات مكافحة الهجرة السرية، والتهريب والمخدرات. يشار إلى أن الجزائر بررت تعاملها السلبي مع مباردة إلغاء التأشيرة بكون المملكة المغربية لم تستشر معها في اتخاذ القرار، وقد تناسى مسؤولو الجزائر بأن المبادرة قرار سيادي ولا مجال فيه للتشاور، فضلا عن كونه رسالة وتعبير من جهة المغرب عن حسن نيته، ورغبته الصادقة في بناء علاقة مع الجارة الجزائر، قوامها التعاون وحسن الجوار والحوار الجدي والبناء. وهي الرسالة التي فهمها المواطنون الجزائريون، بدليل الحشود الكبيرة التي قدمت ملفاتها للجهات المكلفة لحجز أماكنهم للدخول إلى المغرب. محمد عيادي