الشاب، الذي هدد بضرب ألمانيا في حال عدم سحبها لجيوشها من أفغانستان بعد الانتخابات التشريعية المقرر إجراؤها في 27 شتنبر، كان عميلا للمخابرات الألمانية قبل أن يلتحق بتنظيم «القاعدة»، إلا أنه كان يمدها بمعلومات خاطئة. من جهتها، حاولت مصالح المخابرات العسكرية «لادجيد» استقطاب المعني بالأمر الذي كان له أكثر من ارتباط بجهات استخباراتية أجنبية دون أن تنجح في ذلك. وقالت مصادر إن الأمر يتعلق بالمسمى حراش البكاي، المتحدر من أسرة أرستقراطية بمدينة بركان، وإن أصله يعود إلى قبيلة بني زناسن الأمازيغية، وإنه ينتمي إلى عائلة الوطني الكبير امبارك البكاي، رئيس أول حكومة مغربية بعد الاستقلال، كما أنه من أقرباء زوجة العداء السابق هشام الكروج. من جهة أخرى، أفادت المصادر بأن المخابرات المغربية ونظيرتها الألمانية اتفقتا على رفع درجة التأهب الأمني لحماية المصالح الألمانية بالمغرب، خاصة السفارة والمراكز الثقافية، تحسبا لأي عمل قد يكون وراءه هذا المعني بالأمر، البالغ من العمر 33 سنة والحاصل على دبلوم مهندس. فخلال نهاية الأسبوع الماضي، شهدت مصالح وزارة الداخلية و«لادجيد» حركة غير عادية ميزتها الاتصالات المكثفة بينها وبين المصالح الاستخباراتية الألمانية للتعاون وتبادل المعلومات على إثر تأكد هذه الأخيرة من تسجيل الفيديو الذي نُسب إلى أبي طلحة المغربي، والذي قال فيه إن القاعدة ستنفذ عمليات بألمانيا بعد الانتخابات التي ستجرى في 27 شتنبر الجاري. ففي تسجيل الفيديو، الذي بث باللغة الألمانية يوم الجمعة الماضي، قال أبو طلحة، الذي ظهر بوجه مكشوف ولباس عصري بربطة عنق، إن «الألمانيين سيفيقون على صباح مؤلم» إذا فازت أنجيلا ميركل في هذه الانتخابات، وإنه «حان الوقت لتعرف ألمانيا أن أفغانستان ليست هي الولاية السابعة عشرة في فيدرالية ألمانيا» وأنها ليست «خيمة للجعة» حيث ينظم عيد الجعة على امتداد السنة.