يعتزم سكان «البرادعة»، الحي الصفيحي الواقع وسط مدينة المحمدية، والذين يعيشون في ظروف مزرية، منذ ما يزيد عن 60 سنة، النزول مجددا إلى الشارع السبت المقبل، احتجاجا على تراكم مشاكلهم المتعلقة بملف السكن. «توالت وعود المسؤولين المكلفين بالملف مثلما تعاقبت أحزاب عدة على تسيير مجلس البلدية دون فائدة»، يقول أحد السكان، مضيفا أن هذا الوضع دفعهم إلى تنظيم وقفات ومسيرات احتجاجية كل يوم سبت منذ ما يزيد عن شهر، فضلا عن المشاركة في مسيرات حركة 20 فبراير، رافعين شعارات من قبيل «الشعب يريد إسقاط البراكة» و«سكان البرادعة يطالبون بإعادة الهيكلة» وغيرها من الشعارات المطالبة أيضا بمحاسبة من أسموهم «الفاسدين المتلاعبين» بملف السكن داخل المدينة. وتأتي هذه الخطوة بعدما استنفد السكان كل الطرق الممكنة لفتح حوار مع المسؤولين وإيقاف «المتجاوزين» عند حدهم، على حد قول مصطفى البطيوي، واحد من ممثلي سكان الحي، حيث كانت هناك محاولات للتواصل مع العامل، وجمعت توقيعات السكان المطالبين بتنفيذ برنامج إعادة الهيكلة على قاعدة توزيع البقع الأرضية بالتساوي، والعمل على تجهيز نفس الحي بكل التجهيزات العمومية. إلا أن تماطل الجهات المعنية أجبرهم على الخروج عن صمتهم والاحتجاج للمطالبة بما يعتبرونه حقا مشروعا وهو الاستفادة من إعادة هيكلة الأراضي التي توجد في ملكيتهم، وليس اعتماد سياسة نزع الملكية وترحيل السكان إلى مناطق خارج المدار الحضري، يقول عبد السلام الجلدي، ممثل سكان البرادعة. وكانت «المساء» قد توصلت بشكاية من سكان الحي يستنكرون فيها تهميش مطلبهم الاجتماعي، بعدما أدرج في إطار برنامج المحمدية 2008 بدون صفيح، والذي كان من بين نقطه إعادة هيكلة الدواوير الصفيحية. وكان من المقرر بموجب عقدة مدينة أكتوبر 2006 أن يتم القضاء على أحياء الصفيح في أفق 2008، إلا أن هذه السنة مرت دون أن تحل الجهات المعنية كل مشاكل ساكنة هذه الأحياء. «لقد سئمنا من مماطلة المسؤولين وعدم التزامهم بالوعود السابقة، كانت محاولاتهم هذه مجرد وسيلة لكسب المزيد من الوقت» يقول الجلدي، فيما علق أحد سكان المدينة بالقول: «كانت السلطات المحلية قد علقت لافتة سنة 2008 كتب عليها المحمدية مدينة بدون صفيح في سنة 2008، وبعد مرور تلك السنة أزيحت اللافتة من مكانها وبقينا نحن على هذا الحال». وكان سكان حي البرادعة قد تقدموا بطلب لقاء عامل عمالة المحمدية بتاريخ 09 ماي 2011، من أجل فتح الحوار مع المسؤولين وإيجاد حلول لهذا المشكل، ليتوصلوا بعد ما يقارب الشهر برد على أساس أن اللقاء مع العامل سيكون يوم الخميس 02 يونيو 2011، وهو ما لم يحدث، حسب ما قاله ل»المساء» ممثلا سكان الحي، مصطفى البطيوي، وعبد السلام الجلدي. وإلى جانب ذلك، يستنكر السكان قيام فرد من السلطات المحلية بجولات داخل الحي قصد ردع السكان عن الخروج والاحتجاج، وتهديدهم باعتقال كل من سولت له نفسه ذلك، وعليه أدان السكان هذا الفعل، معبرين عن استنكارهم من تلكؤ المسؤولين في حل ملف إعادة هيكلة حيهم الصفيحي. وكان السكان قد أرسلوا طلب لقاء تواصلي مع عامل عمالة المحمدية من أجل مناقشة مآل ساكنة البرادعة في السكن.