أكد الزعيم الليبي معمر القذافي، أن نظامه لن يخضع ابدا ولن يهزم، وسيواصل القتال حتى الموت في تسجيل صوتي بثه التلفزيون الليبي، أمس، بالتزامن مع تصريح الرئيس الأميركي باراك اوباما، في مؤتمر صحافي مشترك مع المستشارة الالمانية انغيلا ميركل، قال فيه «لقد كنا واضحين، المستشارة وأنا، على القذافي التنحي عن السلطة وتسليمها الى الليبيين، وسيتواصل الضغط عليه حتى يتنحى»، وفي وقت أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في أوسلو، أن موسكو لا تسعى إلى الدور الرئيس في الوساطة، بعد أن أعلن المبعوث الروسي لبنغازي استعداد بلاده للوساطة، بينما دعت الصين كل الأطراف إلى الحل عبر السبل السياسية. وتفصيلاً، قال القذافي، الذي يتحدث لأول مرة منذ أسابيع عدة، متوجهاً الى التحالف الدولي الذي يطالبه بالرحيل «لن نخضع أبداً، لن تستطيعوا هزيمة شعب مسلح (..) ستثور بنغازي ودرنة وطبرق والبيضاء والجبل الأخضر، سيكون هناك فدائي تحت كل شجرة في الجبل الأخضر، الى الإمام بالزحف المليوني شرقاً وغرباً». وأضاف «أتكلم والقصف بجانبي، لكن روحي بيد الله، لا افكر في الموت او الحياة، بل القيام بالواجب». من جانبه قال ميخائيل مارغيلوف، أول مبعوث روسي يزور بنغازي، منذ منتصف فبراير الماضي، للصحافيين لدى وصوله الى مطار بنغازي، أمس «جئنا الى بنغازي لتسهيل الحوار بين الفريقين، وموقف روسيا فريد لأن سفارتها مازالت موجودة في طرابلس والتقت الثوار لتوها». وأوضح انه سيزور القاهرة اليوم وأنه «سيكون مستعداً في وقت لاحق للتوجه الى طرابلس»، من دون ان يحدد الموعد. والتقى مرغيلوف ممثل الكرملين في افريقيا، رئيس المجلس الوطني الانتقالي، مصطفى عبدالجليل، ومساعده محمد جبريل، والمسؤول العسكري عمر الحريري في بنغازي. وفي نهاية محادثاته، كرر مارغيلوف القول امام الصحافة التزام بلاده الحوار، مع تأكيده «نرى أن القذافي فقد شرعيته منذ الرصاصة الاولى التي قتلت بريئاً». واعتبر مبعوث الكرملين ان «الغارات الجوية (للحلف الأطلسي) لا تحل المشكلات»، وشدد على القول «نؤيد حلاً سياسياً ولا نؤيد تصعيداً عسكرياً». وأضاف «نحن مستعدون لمساعدة الشعب الليبي على المستويين السياسي والاقتصادي». ورد مسؤول الإعلام في المؤتمر الوطني الانتقالي محمود شمام، ان المؤتمر الوطني الانتقالي مستعد «لتسلم المساعدة المالية من جانب روسيا، ليس بعد غد إنما غداً». وأكد أن اول شيء قاله المؤتمر الوطني الانتقالي للمبعوث الروسي هو ان المعارضة «مازالت لا تريد النظام في طرابلس، ولا تريد القذافي»، وان الرسالة الوحيدة التي يمكن ان ينقلها الى القذافي من المعارضة هي «ارحل». وتعليقاً على تعبير «الحرب الأهلية» الذي استخدمه مارغيلوف رداً على سؤال، قال شمام بجفاء «هذه ليست حرباً اهلية، انها حرب اجرامية يخوضها القذافي ضد الشعب الليبي». وكانت البعثة الليبية لدى الأممالمتحدة قد أعلنت أن وزير العمل الليبي، الأمين منفور، انشق عن القذافي اثناء وجوده في جنيف لحضور اجتماع منظمة العمل الدولية. ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة «شينخوا»، عن الناطق باسم الخارجية هونغ ليه، دعوته في مؤتمر صحافي، كل الأطراف في ليبيا للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في البلاد، وحل الأزمة عبر السبل السياسية، مضيفاً أن بلاده مستعدة للعمل مع المجتمع الدولي للسعي إلى التوصل لحل سياسي للأزمة . ولفت إلى أن وزير الخارجية الليبي عبدالعاطي العبيدي، بدأ زيارة إلى الصين، أمس، تستمر حتى غد موفداً خاصاً للحكومة الليبية، وقال إن الأخير سيلتقي بنظيره الصيني يانغ جيه تشي، ويناقش معه حلاً سياسياً للأزمة في الليبية. ميدانياً، عاود حلف الأطلسي قصف مجمع باب العزيزية مقر إقامة القذاقي بشدة للمرة الثانية، حيث دوت سلسلة من الانفجارات الضخمة المتتالية في المجمع. وغطت سماء المنطقة سحابة كثيفة من الدخان، وارتفعت ألسنة اللهب عالية عقب أكثر من ست ضربات صاروخية نفذتها طائرات التحالف. كما عمت سحب الدخان سماء معظم الضواحي القريبة من المواقع المستهدفة، ما يشير إلى قوة وضخامة هذه الانفجارات التي تواصلت منذ ليل مساء وفجر اليوم، والتي استهدفت منطقتي تاجوراء وعين زاره في طرابلس. جدد مجلس الوزراء الليبي (اللجنة الشعبية) التزام ليبيا الكامل بمبادرة الاتحاد الإفريقي بشأن ليبيا. وقال مجلس الوزراء، خلال اجتماعه العادي الخامس، أمس، بطرابلس، إنه «في الوقت الذي أعلنت فيه ليبيا التزامها بقراري مجلس الأمن (1970 و1973) ووقف إطلاق النار، فإن حلف الأطلسي يواصل تجاوزاته لروح ونص هذين القرارين بالقصف الجوي المستمر للمنشآت المدنية والعسكرية، واستهداف قتل المدنيين بشكل مباشر وليس حمايتهم». وأعلن نائب رئيس المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا، عبدالحفيظ غوقة، في حوار مع صحيفة «الشروق» الجزائرية، أن المجلس لديه «معلومات موثقة ومستندات» تدين الجزائر في دعمها لنظام العقيد القذافي من خلال إرسال مرتزقة، على الرغم من تأكيده ان العلاقات بين الجزائر والمجلس الانتقالي ستصبح «أقوى» في الأيام المقبلة. وقرر الاتحاد الاوروبي، أمس، فرض عقوبات تتضمن تجميد اصول سلطات ستة مرافئ ليبية تحت سلطة القذافي بسبب «خطورة الوضع في البلاد»، وستنشر لائحة المرافئ الليبية الخاضعة للعقوبات الأوروبية اليوم في الجريدة الرسمية للاتحاد الأوروبي.