حصل ما كنا نتوقع من خلال تحليلاتنا عن المجال السياسي الموجه من قبل النظام ؛ و هو أمر أدركناه من خلال النقاش السياسي للنظام و خديعة الشعب الجزائري و الرأى الدولي معا! في خطابه الاخير ؛ رئيس الجمهورية نصب مجلس مصغر لمناقشة تصورات و أفكار المجتمع المدني حول نوعية الاصلاحات التي يريدها هو و ليس الشعب الجزائري ليتجنب ثورة شعبية مثل ما هو حاصل في اليمن و سوريا و ليبيا و قبلها تونس و مصر و البحرين . الشعب الجزائري يريد العدالة الاجتماعية – حرية التعبير دون راقابة – العمل- الاحترام و الكرامة – السكن – الزواج – المشاركة في المجال السياسي و عدم الاقصاء- الحرية المطلقة للابداع الفكري و التربوي- الصحة – الأستمتاع بثرات البلاد و تقسيمها بين أفراد المجتمع - المصالحة مع الأخرين و عدم اقصائهم عن المشهد السياسي و الاجتماعي؛ وزراء لهم أكثر من 18 سنة في الخدمة ! تجاوزا السن القانوني الجزائري للعمل لكنهم مازالوا في مناصبهم ؛ سفراء لهم أكثر من 35 في الخدمة و قد تجاوزا كذالك السن القانوني للعمل لكنهم ما زالوا في مناصبهم ؛ قناصلة و هم في الحقيقة رجال أعمال شوهوا سمعة البلاد يمارسون مختلف أنواع البزنسة باسم الديبلوماسية الجزائرية و هم حماة رؤوس الأموال لمسؤوليين جزائريين في الخارج بأسماء مستعارة لهم أمكثر من 10 و 15 سنة لدى قنصليات في فرنسا و دول أوروبية أخرى مازالوا في مناصبهم علما أن الخدمة القانونية في أي قنصلية لا تتجاوز 5 سنوات و هذه اتفاقيات دولية معترف بها لكن لهذا الحديث مقال قادم انشاء الله. ما يحدث للسيد علي بلحاج و هو جزائري و ليس صهيوني و صمة عار في جبين كل رجل قانون جزائري ! أي قانون في العالم يمنع انسان من ممارسة حقه الدستوري في العمل؛ في الانتخاب؛ في حرية التنقل داخل الوطن ؛ في التعبير الحر و مغادرة البلاد و أنا لست بصدد الدفاع عنه بل هو أقوى أن يدافع عن نفسه! لكنها كلمة حق لا بد أن تقال... عين عبد القادر بن صالح كمفوض من قبل السيد الرئيس للحوار مع الأحزاب الوطنية و النخبة من المجتمع المدني فماذ جرى في الجولة الاولى يا ترى؟ اجتمع بن صالح و محمد و على بوغازي و الجنرال محمد تواتي مع أحزاب مجهرية لا نعرفها في الجزائر و لا نعرف عن قياداتها حتى في و سائل الاعلام و لا على أرض الواقع!! في رحاب سياسة منتهجة من قبل المجموعة الشريرة التي تخطط و تنفذ القرار السياسي لا تولي اي احترام أو تقدير للشخصيات الوطنية و للأحزاب الكبرى و ان لم يكن لها تأثير فعلي في الممارسة السياسية ! قلنا في المقال الأول أن مشكلتنا مع الصحافة الرسمية و لم نتهم الصحافة النبيلة المستقلة و ليس كلها طبعا ! لكن قلنا أننا في احباط فكري دبر و خطط له أن يكون كذالك! قرأت في جريدة الخبر عنوان و هو ** جرائد تكتب ما تريد و سلطة تفعل ما تشاء ** و هذا ما قصدناه في المقال الأول . اللامبالاة من قبل النظام هي سياسة عزل الآخر بدون اخطاره مسبقا في سياق كسب الوقت و تنفيذ المشاريع التي لم تكتمل لانها فضحت من قبل الصحفيين الاحرار في جريدتي الخبر و الوطن في جوهرها اختلاسات داخل المؤسسات الوطنية و تحويل أموال الأمة من العملة الصعبة الى الخارج و سوء التسيير الاداري و عدم الكفاءة العلمية للمسؤولين و المحسوبية و عن الجهوية و المصاهرة و الحقرة و عدالة المقاس! و قوة وكيل الجمهورية في الجزائر الرجل الذي يخوف الوزير! و في نفس الوقت الذي يتملق فيه النظام في الحوار مع الأحزاب و الشخصيات؛ تبين هذا انه امرا طبيعي لنظام زائل فلا بد من ايجاد مخرج يقنع به الغرب و يبعد عنه الضغوط الدولية لأن الضغوط الداخلية أصبحت لا قيمة لها على الأرض. في اليوم الثاني من الجولة الثانية و اليوم بالذات تعالت أصوات لمقاطعة هذه المهزلة من كبرى المؤسسات المدنية و على رأسها الرابطة الجزائرية لحقوق الانسان بالرفض القاطع لهذا الحوار و ذالك نتيجة للسايسات المذكورة آنفا. سلطة عنجهية تحاور أذنابها ليست جديرة باحرام أي تقدم ذي فاعلية على الساحة الوطنية! سألت نفسي ما سر محاورة الجنرال خالد نزار عن الاصلاحات التي يريدها الرئيس؟ لم أجد جواب اقنع به نفسي الا أنني حللت الوضع فوجدت أن الجنرال مازال رقما صعبا في المعادلة لا يستهان به نضرا لمن حوله من رجال أعمال و ضباط سامين في الجيش الوطني الشعبي و لصوص لا يستطيع النظام القائم عدم مشاورتهم قبل أن يتوجه الى الكتل الكبرى ليحاورها عن مستقبل البلاد و متطلبات الشعب! هذا التحول الجديد الذي لم نعهده من قبل كان واردا و ام لم تخونني ذاكرتي قال أحد السياسيين قبل اسبوعين أننا في مرحلة الرخاء السياسي و العطف من قبل رئيس الجمهورية ؛ هذا الثناء على الرئيس كان اقصاء هذا السياسي في الجولة الأولى من المناقشات حول الاصلاحات المقترحة من قبل الأشرار. كتبت الصحافة أن الرئيس صادق في دفع هذه الاصلاحات الى الأمام ؛ قلنا يسر الله أمره! لكن من يدير هذه المناقشات؟ ليس الرئيس بل فبطانته الفاسدة الا من رحم ربي و لا أتهم و لا أشك أن هناك شرفاء في النظام لكنهم قلة لا قوة لهم لكنهم موجودون! قلت ربما تساعدهم الصحافة و تآزرهم ليجبروا الى الخروع عن الصمت و يكشفوا هذه المأمرة للشعب لأنه ليس لديه من يمثله على المستوى الرسمي؛ فالبرلمان في أيادي قيدت بالشكارة و تحت رقابة البقارة! و نود بالمناسبة أن نذكر السيد جمال بن علي رئيس التحرير في التلفزين الوطني أن هناك أكثر من 300 طلب توضيف استلمناها مباشرة من الجزائر للتوسط لأصحابها لدى المؤسسسة الوطنية للاضاعة و التلفزيون؛ لمنحهم فرصة عمل لدى هذه المؤسسة البالية أذ نحن نرى كذالك أن الاذاعة شريكة في تعقميم الشعب الجزائري و ما بقي على الحلبة الى كريم بوسالم و سمير شعابنة كان الله في عونهما على العبئ الثقيل الذين التزما به و الشعب الجزائري مدين لهما بما يقومان به جراء احتكحار هذا الجهاز لحساب لوبيات من البقارة تتحكم فيه كما تحكمت في الفريق الوطني لكرة القدم !!!!! ما بقي الآن فعله في رأى المتواضع هو ما يلي: 1 على مؤسسات المجتمع المدني أن تتحد و تقف وقفت رجل واحد في وجه النظام بمشايع و طنية تنموية كبدائل عن تلك التي يحتج بها هذا النظام و العصابات التابعة له 2- ان كانت طاعة ولي الأمر في الاسلام فرض فعلى فقهاء الدين أن يقولوا كلمتهم للشعب الجزائري أن النظام خان الأمة و قيم الثورة و الشهداء و نرى كيف تكون ردة فعل الشعب الجزائري ؟ 3- نحن لسنا في أي معارضة و لن نكون أبدا لأننا لا نريد امتيازات أو اغراءات لنصبح بيادق في أيدي المجموعا ت السلطوية في الجزائر و لسنا أصحاب اجندات خارجية نحن جزائريين اولاد الدولة الجزائرية أحرار في أفكارنا رغم ما معانيه في الغربة. 4-ما زال دور و سائل الاعلام** التلفزيون الرسمي** و موقفها من الأحداث غير كافي لتوعية الشعب ليعرف أن حريته مغتصبة من قبل ادارة سياسية حرفت مسار القيم الوطنية و التاريخية و أخلت بالثوابت الاجتماعية في كونها لم تتعلم من الدول مثل تونس و مصر و اليمن و ليبيا و دول قادمة على نفس المسار. لذلك أقول للصحافة و أناشد الأحرار من هذه المهنة النبيلة أن التحليل و حده لا ينفع بل التعبئة الفكرية و التربوية هي التي تغير نمط و سلوكيات هذا النظام. الصحافة تكتب ماتريد و السلطة تفعل ما تشاء! صدقت جريدة الخبر! لكن العنوان له دلالات خطيرة ؛على المثقفين استغلال هذا الوقت لكتابة دستور جزائري بعقول جزائرية لأن هذا الأخير هو المحرك الأساسي لسياسات المجتمع و مصدر التشريع يكون الشعب بلاستفتاء على هذا الدستور و اجبار النظام على هذا الخيار. تكلم اليوم الجنرال نزار ** شخصية النظام يا سلام و الله أكبر على الجنرال نزار!!!** و لم نفهم بأي لغة كان يتكلم و الى من كان يوجه نصائحه؟ أحزاب اخرى التقت ببن صالح و زملاء المهنة و كلهم لم نراهم منذ 1999 الىهذا اليوم.!! المصالحة الوطنية كخيار استرتتيجي و طني و مطلب شعبي للخروج من الزمة الراهنة لم تكن نقطة حوار مفصلية لاعادة الثقة بين النظام و الاحزاب التي تمثل نفسها من جهة و بين النظام و الشعب من جهة أخرى . كنا نعتقد أن التزام رئيس الجمهورية بالمصالحة الوطنية الشاملة يعكف على خلق مناخ مناسب للحوار مع الشخصيات الوطنية التي أقصيت من العمل السياسي و اعادة الكرامة لها و مع الأحزاب التي تطالب برحيل هذا النظام في اطار برنامج منسجم بين الطرفين لكن للأسف الجنرال نزار هو من كان بطل المقابلة هذا اليوم و سوف تكشف لنا الأيام المقبلة المزيد من مكائد هذه النخبة المكلفة من قبل الرئيس لحشد الأحزاب المجهرية لتلتف حوله لحماية النظام و يبقى الشعب كالعادة بدون ممثل أفلا تعقلون؟؟؟