وكأنها ثورة جديدة تخرج من داخل السجن.. فعلى غرار تظاهرات جمعة الغضب وجمعة الحسم تظاهر عدد من المساجين في سجن طرة عقب صلاة الجمعة أمس الأول، بسبب تمييز علاء وجمال مبارك وعدد من الوزراء في المعيشة داخل السجن وتوفير كافة أنواع الرفاهية لهم، مؤكدين أن علاء وجمال ليسا فوق البشر حتى يتم تميزهما عن بقي السجناء. وقالت مصادر أمنية للشروق: إن عشرات من السجناء تظاهروا عقب صلاة الجمعة بسبب ما أقدمت علية إدارة سجن مزرعة طرة من توفير زنازين 5 نجوم لأبناء الرئيس المخلوع فيما قالت وسائل إعلام محلية إن مصلحة السجون قامت خلال 12 ساعة بإعداد عنبر كامل يسع أكثر من 10 مساجين بطلائه وإعادة تبليطه بالسيراميك، وتم نقل المتهمين علاء وجمال مبارك بسبب شكواهما المستمر من ضيق الزنزانة المخصصة لهما، كما تم إعداد الزنزانة الجديدة بمروحة سقف وثلاجة ودورة مياه. وأشارت المصادر إلى أن مسجد السجن امتلأ بالمساجين وكان من أول المساجين الذين دخلوا المسجد جمال وعلاء مبارك ثم حبيب العادلي وصفوت الشريف وفتحي سرور وزكريا عزمي وهشام طلعت مصطفى وحضر قبل انتهاء الخطبة أحمد عز التي ظهرت عليه علامات الاكتئاب الشديد. وكان علاء وجمال مبارك قد تقدما بشكوى لمأمور السجن بضيق الزنزانة التي يقيمان بها عقب دخولهما السجن فجر الأربعاء الماضي، ولم يتمكنا من الخلود إلى لنوم بسبب ضيق مساحتها والتي تبلغ مترا وربعا في مترين. وقامت إدارة السجن بإخلاء مجموعة من العنابر الكبرى وإعادة طلائها وتبليطها وأخطرت المساجين صفوت الشريف وأحمد نظيف وفتحي سرور بإمكانهم النزول في العنابر الجديدة بسبب ضيق مساحتها. فقراء السجن وقد أعرب عدد من السجناء الجنائيين في سجن طرة وأسرهم عن سخطهم من تمييز علاء وجمال مبارك، نجلي الرئيس السابق، في المعاملة داخل السجن، ومعهما الوزراء السابقون في حكومة نظيف ورموز النظام السابق. وقال السجناء في بيان لهم - تلقت الشروق نسخة منه: ليس من المعقول أن يحصل المسؤولون السابقون على حقوقهم كاملة حتى داخل السجن، وأكدوا أن نجلي مبارك تتم معاملتهما بأسلوب متميز بشكل استفزازي، فهناك حراسة مشددة ترافقهما منذ خروجهما من الزنزانة وحتى العودة إليها، ويسمح لهما ولغيرهما من المسؤولين السابقين بالزيارات الشخصية وتلقي وجبات من الخارج يوميا من أحد الفنادق الشهيرة، وأضافوا أن علاء وجمال طلبا من الحراسة أن تأتى لهما بالصحف من مكتبة السجن، وحتى الآن لم يشاهدوا زكريا عزمي، رئيس ديوان رئيس الجمهورية السابق. كانت الإدارة المركزية للسجون قد بدأت، أمس الأول، نقل السجناء الجنائيين وقيد التحقيق من سجن مزرعة طرة إلى سجون أخرى في المنطقة المركزية، وقال عدد من السجناء إن إدارة السجن تريد ترحيل الجنائيين حتى يخلو السجن لعلاء وجمال وجميع الوزراء والمسؤولين السابقين. وطالبوا بتدخل اللواء منصور عيسوي، وزير الداخلية، والمجلس العسكري، لوقف ما سموه سوء المعاملة والتمييز بينهم فقراء السجن وبين مشاهير السجن. استعداد لاستقبال الرئيس وأعلنت وزارة الداخلية رفع درجة الاستعداد إلي الحالة القصوى تحسبا لصدور أوامر عليا بنقل الرئيس السابق من المستشفى العسكري الذي نقل إليه أمس إلى سجن طره. من جهة أخرى، أعرب عدد من ضباط مصلحة السجون وخاصة سجن طره عن قلقهم الشديد من عدم قدرتهم على تأمين كل السجناء وخاصة في ظل تواجد كبار رجال الدولة السابقين الذين كانوا يحكمون البلاد، وكانت التحريات قد أفادت بقيام أهالي المساجين بإعلان يوم 25 أفريل الحالي يوم الغضب إذا لم يتم الإفراج عن أقاربهم المسجونين الذين قاموا بتسليم أنفسهم لمصلحة السجون عقب الوعد بالإفراج عن كل من يسلم نفسه بقضاء نصف المدة. وخلال بضع ساعات من كتابة هذا التقرير يستعد المركز الطبي العالمي الواقع في الكيلو 42 على الطريق بين محافظتي الإسماعيليةوالقاهرة لاستقبال الرئيس المخلوع حسني مبارك قادما من شرم الشيخ في خطوة مرحلية لنقله إلى مستشفى سجن طره. وقد أفادت مصادر إعلامية من شرم الشيخ ل الشروق أن هناك استعدادات عسكرية تجري منذ صباح اليوم، لنقل الرئيس المخلوع وتجهيز طائرة عسكرية مروحية لنقل مبارك وزوجتة سوزان ثابت إلى المركز الطبي العالمي. وكان عدد من العاملين بالمركز الطبي قد أكدوا احتمالية وصول مبارك إلى المركز في أي وقتٍ للعلاج، بينما يتوقع أن يمضي مبارك فترة الحبس 10 أيام على ذمة التحقيقات في المركز الطبي العالمي بطريق القاهرةالإسماعيلية. من جهة اخرى، أكد وزير العدل المستشار محمد الجندي أنه سيتم التحقيق مع زوجة الرئيس السابق سوزان ثابت، خلال الأيام المقبلة، بعد إعلان قرار الاتهام، وستواجه السيدة الأولى السابقة اتهامات بجمع ثروة ضخمة بطرق غير مشروعة، من خلال استغلال نفوذ استمدته من كونها زوجة الرئيس حينها. ومن المقرر أن تكون الحسابات والأرصدة البنكية الخاصة بمكتبة الإسكندرية على رأس الوقائع التي سوف تسأل عنها. قرار النائب العام وقد قرر المستشار الدكتور عبد المجيد محمود، النائب العام نقل الرئيس السابق حسني مبارك إلى أحد المستشفيات العسكرية وتوفير الرعاية الصحية له، وتعيين الحراسة اللازمة عليه واتخاذ الإجراءات المقررة لكونه محبوسا احتياطيا وفقا لأحكام قانون السجون، مع ضرورة إخطار النائب العام فور تحسن حالته الصحية، وإمكانية نقله إلى السجن المقرر حبسه فيه احتياطيا. كان النائب العام طلب نقل مبارك إلى سجن مزرعة طرة، بعد صدور قرار من النيابة العامة بحبسه 15 يوماً على ذمة التحقيقات في قضية قتل المتظاهرين، مثله مثل أي مواطن متهم في قضية، إلا أن النائب العام تلقى تقارير طبية تفيد بصعوبة نقله إلى السجن لسوء حالته الصحية، وأكد التقرير الطبي الذي أعده أطباء بمصلحة الطب الشرعي، أنه يحتاج إلى رعاية صحية، نظرا لتدهور حالته، فطلب النائب العام من اللواء منصور عيسوى، وزير الداخلية، بحث مدى إمكانية نقله إلى مستشفى سجن مزرعة طرة، إلا أن عيسوي أبلغه بأن المستشفى غير مجهز طبيا لمثل تلك الحالات، وأنه ستكون هناك موانع أمنية حال نقله إلى السجن فى ظل الأوضاع الحالية، ووافق النائب العام على السماح للقوات المسلحة على نقل مبارك إلى أحد المستشفيات العسكرية لعلاجه. وأفادت مصادر قضائية ل الشروق أن أوراق التحقيقات الخاصة بقضايا الرئيس المخلوع مبارك ونجليه تجاوزت 10 آلاف صفحة. اتركوا أولادي ونشرت صحيفة "الأخبار" المصرية في عددها الصادر أمس الأول الجمعة، جزءا من إجابات مبارك على أسئلة التحقيقات، موضحة أن الرئيس السابق أثناء التحقيقات ردد بصوت عال وبعد علمه بحبس علاء وجمال مبارك 15 يوما على ذمة التحقيقات كلمة واحدة وهي: اتركوا أولادي وافعلوا بي ما شئتم.. إلا أولادي.. أولادي علاء وجمال. بينما ظهرت والدتهما سوزان مبارك بملابس عادية للغاية وترتدي باروكة فوق رأسها وأصبحت "هيكلا عظميا" ولم تكف عن البكاء المستمر.