بقلم / رحيل الاماني دخلت إلى غرفتها والبهجة تتقاذف من بين العيون وبيدها رسالة من حبيبها الذي انتظرت قدومه لمدة عامين ، وهي تقارع الوحدة واندلاق العبرات في خضم الوجود، راحت تعوم في سطور الرسالة مسترسلة نفح الحبور ومزواجة السعادة بقلب أعياه الانتظار ، وتسلقت سلالم الحلم فوجدت الفجر طروباً على بوابة الليل .. لأنه استطاع أن يقطف ثمارها من السماء ويزرعها ورداً في حقل الحب ،مسكت حبيبتي رسالتي التي بعثتها إليها والسرور يعلو في آفاق محياها ، وما هي برهة وإذا بذبذبات تسربت إلى تلك الوجنات بعدما قرأت في منتصف رسالتي " حبيبتي اشتقت إليك وسوف أكون موجود في الأسبوع المقبل ، لكن .... سامحيني لأنني قمت بخيانتك . إرادات أن تعرف فقط مع من خنتها ومع من سلمت أسوار الحب التي انعقدت فيما بيننا منذ اللقاء الأول، تلفعت سماءها بالإشجان وهي تغرق ببحر من الأسى وتنصت لصدى الأصوات وحنينها الذي تم استقباله بروح الخيانة . كنت أتذكر آخر الكلمات التي جالت في قطب الأفكار ، وهي توصيني لحظة الرحيل وتلاشي الأماني " حبيبي هناك أمامنا سنتين من الفراق ، فلا تذرف دمعة حين الفراق وكن سامقاً في عتمة العذاب " أخذت ارقب عيونها وهي تتوهج بجمال رقتها وأنا أتساءل مع نفسي هل من الممكن أن أقوم بخيانة ملاكي وحبيبتي عندما ارحل ، لكني عدت مكفهر الوجه ، لملمت بقايا الأحزان كما يلمم السحر نجومه ، وانتفضت عبر مديات الحنين قاصداً ذكرى حبها وصرخات الشوق المستكين ، فعلى وجهي وجوم فارع اخذ يتقصى مدن الحرمان التي ترجلت إلى اعقاب الوجد ، لم أتمكن في تلك اللحظة أن أوقف سيل شوقي المتدفق وهي تلوح كنبتة الكيولكوس ، ولم أشأ الاقتراب منها كثيرا فتذوب بفعل نيران أشواقي ، وهي جالسة وقد تساورت في ضنك الصمت، وتأرجحت في خفايا الزمن قرب ضفاف " شط العرب " تحدق في سريان المياه المغتبطة بعبرات الفقد وحولها الأهل يجذبون أسارير من البهجة وهم يرقبون نقطة التقاء دجلة والفرات ، مرت لحظات وأنا أضارع كفوف الحسرة وعيوني تحملق سحر حبيبتي الذي أضاء أمواج النهر ، آه على الزمن حينما انتشل أوزاره وقذفها في فم القدر ، وارتجى لان يحكم بسنين من الحرمان وها أنا اربض قربكِ وأنت تجهلين حتى وجودي ، أردتك أن تعلمي حبيبتي ، أني عدت وقد خنتكِ مرات ومرات ولكني اجهل كيف أخبرك وأبوح إليك ويا ليتكِ تعلمين مع من خنتكِ !! أردتك فقط أن تعلمي إني لم أفي بوعدي فقد بكيت في لحظة الفراق واحدودبت جفوني من مفارقة همساتك العذبة ، لهذا قمت بخيانتك مع دموع عيوني ،لكن بالله عليك حبيبتي هل يجدي الرجاء من حبيب يخون حبيبته مع الدموع ، حبيب عاشر الدموع سنتين ، وكان يلتقي معها حيثما ارتحل ، هل تدركين حجم المأساة إني كلما تذكرتكِ خنتك مع الدموع حتى اعتادت محاجر العيون أن تغريني بأجمل الدموع المتلألئة فأمارس معها المطر على فراش العذاب سامحيني حبيبتي فقد خنتك أمام عينيكِ الآن وبكيت ، لحظات والصمت يعتريني وإذ بها تلمح وجودي شعرت أني لا بد أن أقتل نفسي وافقأ عيوني لأنها السبب في الجريرة المرتكبة في حق حبيبتي ، شاهدت عيونها اضحملت بفعل البكاء ،شعرت أن رموش القمر بدأت تقرقرف ، واهتزت أوراق السماء ، رأيتُ في عيونها ملامح الاشتياق وهي تغتر الصدفة والحنق، أخبرتها من على بعد ، لقد جئتك أجابه وعثاء الفراق ، فهل يا ترى سوف تسامحيني بعدما أجهضت معك الوعد وقمت بخيانتكِ مع الدموع ؟ تسمرت والدموع تتألق في مآق عيونها وهي تقرأ عشقي وحنيني وقالت سامحتك وسررت كثيرا بخيانتك .