يعيش النظام الليبي أوقاتاً عصيبة في ظل المتغيرات المتسارعة التي تحدث في الوطن العربي وخاصة على يمين وشمال ليبيا . الجذير بالذكر أن نظام القذافي هو الأطول سنيناً في قمة السلطة مقارنة بأقرانه العرب ، حيث سيطر القذافي على الحكم في ليبيا بعد الإنقلاب على الملك السنوسي في العام 1969 ، وأعلن في ذلك الوقت عن إنشاء " الجماهيرية" أي ان يكم الشعب نفسه بنفسه ، لكنه وبعد أن إنقلب على الملكية وبعد أكثر من 42 عاماً في السلطة أصبح يلقب نفسه بملك الملوك ، وقال في تصريح له ذات مرة أنه جاء للسلطة بدبابة ولن يخرج إلا بدبابة. هذا وتشهد ليبيا استنفارا أمنيا منذ عدة أيام وحالة ترقب وتخوف على مستوى الدولة من المظاهرات التي ينادي بها ناشطون على موقع فيسبوك، مما أدى إلى استدعاء الأمن عددا من المدونين الناشطين على هذا الموقع. وأفاد مصدر للجزيرة نت بأن النظام استنفر رجال الأمن الداخلي والخارجي وجميع أجهزة الشرطة واللجان الثورية لمواجهة ما ينادي به شباب على فيسبوك. كما قامت حركة اللجان الثورية في مدينة بنغازي بإنشاء غرفة عمليات إلكترونية على مستوى المدينة، وخصصت لها 20 مواطنا ثوريا مهمتهم الرد على المجموعات المناهضة الداعية للخروج في مظاهرات يوم 17 فبراير/شباط. وأكد ناشطون على موقع فيسبوك أن الأمن الداخلي في بنغازي قام مساء الخميس 2011/2/10 باعتقال أحد الناشطين على الموقع، وهو المواطن جلال الكوافي البالغ من العمر 39 سنة. وأوضحوا أن القبض على الكوافي جاء بعد القبض على عدد من الناشطين على فيسبوك من المطالبين بالحقوق العامة في ليبيا. وناشد مراقبون ليبيون المنظمات والجمعيات الحقوقية الليبية والدولية بتبني قضية اعتقال هؤلاء الناشطين لإطلاقهم فورا، وذكروا السلطات في ليبيا بأن سياسة القمع والبطش والاعتقال التعسفي والسجن لأصحاب الرأي المخالف هي التي ستزيد من درجة الاحتقان. ونبهوا إلى أن الغضب هو الذي يقرب من حالة الانفجار الشامل ويفرض على الشعوب المطالبة بحقوقها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وبحريتها وكرامتها، مستلهمة في ذلك ثورات شعبية عظيمة هبت وتهب في دول مجاورة غرب ليبيا وشرقها. إستنفار أمني شرق ليبيا وكانت مصادر ليبية قد كشفت للجزيرة أن حالة من الاستنفار الأمني تسود المدن الواقعة شرق الجماهيرية والمحاذية لمصر، مؤكدة أن عناصر من الشرطة والدعم المركزي وزعت على كافة المقار الحكومية. وذكرت المصادر أن الحكومة الليبية تفرض حالة من الطوارئ والاستنفار الأمني منذ اندلاع ثورة تونس، خوفا من حدوث مظاهرات واحتشادات مماثلة في المدن الليبية. وأضافت المصادر عن وجود تعليمات بمنع أي تجمع سواء في المؤسسات الحكومية أو خارجها. وبموجب هذه التعليمات - تؤكد المصادر- أن الحكومة الليبية ألغت موعد مباريات الدوري الليبي لكرة القدم . وبالتزامن مع الأحداث الجارية في الجارة مصر، فرضت قوات من الدعم المركزي والشرطة منذ مساء أمس نقاط تفتيش في عدة مناطق رئيسة في كل من بنغازي والبيضاء ودرنة وطبرق. وتأتي هذه التعزيزات الليبية في الوقت الذي يتابع فيه الشارع الليبي باهتمام الأحداث الجارية في مصر عبر القنوات الفضائية الإخبارية المنتشرة في كافة المقاهي والمحلات بالمدن الليبية. وتابع الليبيون قبل ذلك الثورة الشعبية التي عمت المدن التونسية ونجحت في إسقاط الرئيس زين العابدين بن علي بعد 23 سنة من الحكم. ويخشى النظام الليبي من امتداد العدوى التونسية والمصرية إلى داخل ليبيا، خاصة في ظل تشابه الظروف والمشاكل مثل سوء الظروف المعيشية وغياب الحريات. موقف القذافي من الثورة في تونس ومصر يشار إلى أن القذافي قد إنتقد ثورة الشعب في تونس وقال للتونسيين" إنكم أخطأتوا بالإطاحة بزين العابدين بن علي" ، وزعم إنه الأنسب لتونس وتمنى لو أنه" بقي يحكم في تونس مدى الحياة". وكان قد أرسل رسالة إلى مبارك في بداية الثورة المصرية أعرب له فيها عن تضامنه التام ودعمه له ، ووصف ثورة مصر بالفوضى . وبعد هروب مبارك بعث القذافي عن طريق ما يسمى ب" اللجان الشعبية" رسالة إلى قادة العسكر التي تسلمت الحكم من مبارك عبر لهم فيها عن دعمه لهم وحثهم فيها على منع ما سماها ب" الأحزاب المتنازعة" من اللعب كما قال ب"مستقبل مصر" . وطالب القذافي في رسالته من قادةالعسكر المصريين أن يبقوا زمام الحكم في أيديهم وأن لا يسلموه لأحد