الشاعر حمو خلا 09-08-2012 02:32 أجرى الحوار: مجاهد محمد حمو أخلا الشاعر العصامي ذو الكلام الجميل والأبيات الشعرية الساحرة، المليئة بالرموز والقوافي المتناغمة، فتح قلبه وحدثنا عن ظروف دخوله المجال الفني رفقة مجموعة من ابناء بلدته خاصة شقيقيه في جلسة حميمية من صنع الصدفة، التقيناه في مهرجان سينما أعالي الجبال بأزرو في دورته الثانية 2012 كان لنا معه الحوار التالي. س- في البداية أشكركم على قبولكم لهذه الدردشة الحميمية. حمو أخلا، أنت شاعر أمازيغي يعرفك الكثيرون ويجهلك الكثيرون في نفس الوقت،عرفنا بنفسك، و حدثنا عن بداياتك في نظم الشعر وإلقائه. ج- أنا شاعر أمازيغي من بلدة "تسراولين" بجماعة "أيت يحيى" إقليم ميدلت، بدأت نظم الشعر منذ سنة 1975، وكنت في البداية أردد أشعارا لكبار الشعراء الأمازيغ ،وأنا أرعى قطيع الغنم وأردت أن أصبح شاعرا مثلهم. تجولت كثيرا حتى تعلمت كيفية نظم الكلام، بدأت ألقي أشعاري الخاصة في الأعراس التي تقام في قريتي والقرى المجاورة لها، و في السنوات الأخيرة بدأت أشارك في المهرجانات الفنية في خنيفرة، إميلشيل، الراشدية، إفران، المحمدية...والعديد من المدن الأخرى علما أنني كنت شاعرا متجولا مع فرقتي منذ بداية التسعينات. حلمي ومرادي الآن هو أن ألقي أشعاري وأخاطب المغاربة الأمازيغ خاصة من خلال القناة الأمازيغية التي طال انتظارنا لها، فهي بيت الأمازيغ وكل من لديه ما يقوله يجب أن يقوله من خلال هذه القناة. ما هي العناصر التي تشكل فرقتك الفنية ؟ نسمى في الدواوير الأمازيغية بفرقة "بوأغانيم" ويكونها إثنين من "إرطادن" أو مرددين وعازف على آلة "أغانيم" أو القصبة، هذا الأخير الذي تعلم أيضا العزف وهو يرعى الأغنام، حيث أعجب بهذه المهنة لأنها من تقاليد إمازيغن القدامى وتوارثتها الأجيال أبا عن جد، ونطمح في ما تبقى من أيام حياتنا أن نخاطب الأمازيغ ليسمعهم "بوأغانيم" أنغام آلته الفريدة في المنابر الإعلامية. س- هل سبق وتلقيتم الدعم من طرف المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية باعتباركم فنانين أمازيغيين ؟ ج- كما يقول المثل: Gigh Am umgr Ligh Tawuri g Yir N Tefsa aday Iqdu Lhem Agelgh ar Tin Imal أنا مثل المنجل أصلح في جنبات الحقل وعندما ينتهي العمل أعلق حتى العام المقبل. الجمعيات التي تتعاقد مع المعهد تستدعينا للمشاركة في بعض المهرجانات والمناسبات التي تنظمها ونعود بعد ذلك إلى قارتنا المنسية، كمن يرمي بأدواته جنب الحائط عندما ينتهي من العمل بها اما المعهد فلم يتصل بنا بشكل مباشرمع العلم أنه مسوؤل عن تدوين أشعارنا . س- كشعراء ومغنين، هل تتوفرون على بطاقة الفنان ؟ ج- لا مطلقا، كما قلت سالفا شاركنا في مهرجانات ومناسبات وحضينا بالتكريم وحصلنا على شواهد تقديرية على ما نقوم به، لكن هذا لا يجدي شيئا، لدي حقيبة مليئة بالشواهد لكن ماذا نفعل بها، ولمن أريها ليعرف أنني فنان، كلما انتهوا منا علقوا علينا هذه اللوحات المزينة ونرحل. س-هل أسستم جمعية خاصة بكم في بلدتكم ؟ ج- نعم، لدينا جمعية "إنشادن" وزرت المعهد مرارا وتكرار من أجل أن توقيع الشراكة، لكن مسوؤليه يرفضون بدعوى نهاية مدة تقديم طلبات الشراكة، وأقول مع نفسي متى يا ترى سيفطنون بأننا نحتاج إلى الدعم لنستمر في الإبداع ؟ س- أتتوفرون في جمعيتكم على أناس متعلمين يستطيعون تدبر أمور البحث عن الدعم وعن جمعيات أخرى شريكة ؟ ج- نعم لدينا أناس متعلمون لكن كما قال أحد من أيت حديدو: Ar Iqqar Allig Ighra Ula Mayd ass Innan Nâm تعلم حتى علم ولما نادى لم يجبه أحد. س- وهل هؤلاء "المتعلمون" يجتهدون في البحث عن مصادر للدعم والشراكة الفعالة للاستمرار في هذا المجال ؟ ج- أنا من يعمل على هذا، الكاتب العام للجمعية يساعدني في توفير وكتابة الوثائق عند الكاتب العمومي، ومن ثم أذهب إلى مكناس والرباط بحثا عن من نعمل معهم ومن يدعموننا في هذا المشوار الثقافي، وفي بعض الأحيان أبحث عن شركاء في الخارج لكن لم يكتب لنا شيء بعد. س- لماذا يتميز "بوأغانيم" عن باقي أعضاء المجموعة بلباسه الغريب وقبعته المميزة، ولماذا قصبتين عوض واحدة كما في الناي ؟ ج- "بوأغانيم" له ميزة خاصة، تظهره وسط الناس بشكل مختلف عن الباقين، لأنه العمود الفقري للمجموعة باعتباره إشارة لقدوم الشعراء إلى القرية، وقد اتخذ هذا الرونق الخاص والملفت للنظر بعد الإهمال الذي طاله من الجمهور، وقرر أن يكون مثيرا للاهتمام وينال حقه كباقي أفراد المجموعة، بطريقة لباسه. يرتدي الشاعر والمرددون جلابيبهم البيضاء العادية أما "بوغانيم" فيكون لباسه ملونا بشكل ملفت وغير عادي، ويضع قبعة مصنوعة من الريش ويعزف على ناي من نوع خاص، وغياب "بوغانيم" يفقدالفرقة خصوصيتها. س- لكن لماذا بالضبط هذه الملابس وهذه الطريقة ؟ ج- كما قلت سابقا،"بوغانيم" يكون مميزا ليثير انتباه الناس ويتحلقوا حول الشعراء، وبعبارة أخرى فهو إشهار للمجموعة ككل. س- بالرجوع إلى الماضي، كيف كان الناس يرونكم ؟ ج- في القديم كنا نرتحل من قبيلة إلى أخرى ونقيم سهرات فيها ويسهر معنا السكان فرحين وراقصين طوال الليل، ويقيمون عشاء على شرفنا وفي النهاية يعطوننا الشاعر حمو خلا رفقة بوغانيم عثمان اقيزا