كنا قد تحدثنا في مقال ضمن زاوية " مقالات " عن هذا الجزء من الوطن الحبيب – إقليم ميدلت – في مقال عنوناه بعنوان " بلاد مابين الثروات " ... لكن ما هي إلا أيام قلائل حتى انتبهت الى إني فد غفلت ذكر منطقة لها ما لها من الأهمية ... وإنصافا منا لها نُفردها اليوم بهذا المقال, ولأهميتها ورغبة منا في نقل الصورة الحقيقة للقراء قمنا بزيارة لها ووقفنا على بعض مما تحقق وتحدثنا مع الساكنة والزوار مع ما ينقص. المكان المتحدث عنه عزيزي القارئ يبعد عن مدينة ميدلت ب 100 كلم , وعن مدينة الريش ب 25 كلم . ببساطة إنها حمامات " حامات مولاي هاشم " ذلك الخزان الطبيعي العلاجي الذي يرتاد إليه المواطنون من كل حدب وصوب للاستشفاء خاصة من أمراض الروماتيزم و العيون و الجلد ... الحمامات العلاجية قديمة وقد تم وضع الحجر الاساسي لمشروع بناء الحمامات والمرافق التابعة لها سنة 1984 بمناسبة ذكرى عيد العرش وقد أشرف يومها عامل اقليم الراشيدية السيد علي كبير الذي يشغل حاليا نائب برلماني عن عن دائرة ميدلت. [image] [image] الحمامات ورغم أهميتها الكبيرة ( أنظر الصورة أعلاه) إلا أنها لا تزال تفتقر للعديد من المرافق والبنيات التحتية الشيء الذي يضع الطابع الاقتصادي بين مطرقة أفواج الزوار وسندان الواقع الشبه منسي . كما تفتقر الحامات لوجود فندق يأوي الزوار الأمر الذي دفع بالعديد لتشييد منازل قصد الايجار اليومي بثمن يتراوح بين ( 40 و 70 درهم للغرفة طيلة يوم واحد) بالأمس القريب كان بالمكان فندق متواضع هو اليوم شبيه بالطلل ( جدران صامدة ونوافد مغلقة وأبواب موصدة) أيضا كان قد شٌرع في بناء فندق أخر على الطريق الوطنية 42 المؤدية لمدينة الراشدية (بالحامات كذلك ) إلا أن المشروع لم يجد طرقه للإتمام بعد تشييده وهو اليوم يرثي حاله ويستأنس في حكيه ذاك بجبال الأطلس الصخرية المحيطة به . [image] [image] والحمامات المفصولة إلى مسبح مغطاة للرجال وأخر للنساء يزوده بئر واحد حسب مصدر مقرب يبلغ عمقه أزيد من 40 متر . إلا أن الإشكال الذي يعاني منه الزوار والساكنة كذلك هو التوقف الذي تشهده الحمامات من حين لآخر بسبب الاعطاب المتكررة التي تلحق مضخة الماء . الحمامات بالأمس القريب كانت تفتقد للنظافة داخل المسبح لكنها اليوم وبعد الترميمات التي شهدتها ولا تزال تجاوزت القسط الكبير جدا من المشكل اللهم بعض اللقطات الصغيرة في المرافق. ورغبة منا في عدم المس بالمواطنين الزوار آثرنا أخد الصور بعد الفراغ منه . وذلك لتقريب الصورة أكثر للقراء . الاشكال القائم والسؤال المطروح وهو الى متى سيظل الوقوف أمام المستثمرين والمنعشين الاقتصاديين الراغبين في إخراج المنطقة من براثين العزلة بحجة رفض دخول الاجانب عن المنطقة للاستثمار كما أكده لنا أكثر من واحد تواصلنا معهم فكانت الرغبة في التغيير طموحهم والاستنكار لما قلنا جوابهم . [image] فإلى المسئولين نتوجه وإلى القائمين عن جماعة "كرس تيعلالين" نتقدم برسالتنا هاته قصد إيلاء المزيد من العناية للمنطقة لتصبح ولما لا في يوم من الايام تضاهي كبرى الحمامات الوطنية مثل " مولا عقوب / فاس " " جيري / مكناس" ... وعلى بعد حوالي 100 متر عن الحمامات وبجوار واد زيز نجد الحمامات التقليدية والمسامات بالعامية ب " الحفيرات" و هي عبارة عن حفر ينبع منها ماء فوار ساخن جدا يستحم به الزوار ... العجيب ولا عجب أمام ملكوت الخالق سبحانه هو تواجدها في مكان أقل من متر واحد عن واد زيز البارد . [image] [image] وحتي لا نطيل فالمنطقة بمجرد نزولك تشدك جبال الاطلس وطبقاتها الصخرية السميكة ... هي بالفعل منطقة جميلة يجتمع فيها علاج النفس وعلاج البدن . وللإشارة فهي تنشط في أوقات الحر خاصة فصل الصيف للراغبين في الزيارة. [image] [image] [image] [image] [image] [image] [image] [image] [image] [image] [image] [image]