أراد الملك محمد السادس من خلال مبادرته السامية بإنشاء و افتتاح المركز الاجتماعي التربوي لدعم قدرات الشباب بمدينة ميدلت، أن يكون لهذا الأخير دور محوري في تكوين و مواكبة شريحة عريضة من ساكنة هذه المدينة ألا و هي الشباب، تكوينا يندمج مع احتياجاتها و طموحاتها و يجعل منها قوى خلاقة و مبدعة وأطرا متوازنة، فعالة و منخرطة بشدة في تطوير مستقبلها، و مساهمة في الدفع بعجلة التقدم و الرقي نحو الأمام. فما كان من ساكنة المدينة إلا أن استقبلت البشرى بالفرح و التهليل و كلها أمل في أن يجد شبابها في هذا المركز متنفسا لهم و مكانا خصبا لاحتوائهم و مساعدتهم على اكتشاف مواهبهم و طاقاتهم الدفينة، التي لطالما عانت من التهميش و التجاهل من طرف الساهرين على شؤون هذه المدينة. إلا أنه و مع الأسف الشديد و كما يقول المثل المصري "يا فرحة ما تمت"، وقع هذا المركز بين براثن أشخاص يمكن نعتهم بأي وصف غير الأمانة، يخلطون بين مصالحهم الخاصة و مصلحة المواطنين بل و لا يجدون حرجا في اتخاذ المركز مقرا لقضاء مآربهم و مصالحهم الخاصة متباهين أمام العادي و البادي زاعمين أنهم إنما يخدمون الصالح العام و ما زعمهم هذا إلا هراء، هم أعضاء جمعية ملتقى الشباب من أجل التنمية، و على رأسهم رئيسها المزعوم الذي لا يزال يتماطل و يتعنت في اتخاذ مدير للمركز يسهر على تطوير أنشطته و النهوض به، فنجده يلعب الدورين، تارة رئيسا للجمعية و تارة مديرا للمركز، و لا يخفى على العالم بشؤون الجمعيات أن هذا الأمر لا يستقيم، فالسيد له عمله الخاص و لا يتواجد في المركز إلا من حين لآخر، فهل يتخذه مكانا للاستجمام وقضاء وقت فراغه؟ أم أن لعب الدورين يرضي نوعا من الغرور في نفسه؟ لا ندري ... و الخبير لا يخفى عليه أن مهمة الرئيس لا تعدو التخطيط و التوجيه و أنه يلزم الجمعية أن تفوض شؤون إدارة المركز لشخص كفئ متفرغ، يعمل على إدماج المركز في الحياة العامة للناس من خلال سياسة تواصلية اجتماعية، لتعداد أنشطته و الرفع من مردوديته بشكل معقلن ... فلا ندري كيف يمكن لرئيس هذه الجمعية من خلال مجرد تواجده لبعض الوقت في المركز أن يسهر على تطوير جودة خدماته و تقريبه من المواطنين !!!... و لا يخفى على الزائر العادي للمركز الحالة المزرية التي وصل إليها هذا الأخير، من بهتان أنشطة سواء من حيث الشكل أو المضمون مما ينم عن سوء تخطيط و تدبير، و انعدام كفاءة المؤطرين العاملين به لا من حيث المستوى الشخصي و لا من حيث التكوين الأكاديمي و البيداغوجي و تقنيات التلقين و التواصل مع الناس ... و هنا سؤال آخر يطرح نفسه حول معايير اختيار هؤلاء المؤطرين المزعومين، فيحيلنا على اللامسؤولية و المحسوبية و الزبونية المعمول بها في هذا المركز!!! ... فنخلص بعد كل هذا إلى نتيجة واحدة و حتمية، و هي أن المركز الذي تم بناؤه في الأصل من أموال الشعب تحت رعاية الملك محمد السادس لا يخدم في الوقت الراهن إلا مصالح أشخاص يمكن عدهم على رؤوس أصابع اليد الواحدة، و أن أموال التسيير التي تم رصدها على شكل هبات ملكية لهذه الجمعية لا تجد لها إلا الهدر في شبه مناسبات أكل و شرب و احتفال تقام بالمركز لا يمكن تسميتها حتى شبه أنشطة، لا تعود بالنفع إلا على رئيس الجمعية و مقربيه و ذويه من مسؤولين و ممولي حفلات و ما شابه ذلك ... يجب أن يعلم هؤلاء الجمعويون المزعومون أن سنوات هدر المال العام بدون محاسبة أو مساءلة قانونية قد ولى و مضى إلى غير رجعة، و لم يعد بإمكان أحد أن يتفاخر على أحد بخرقه القانون أو باتخاذه منصبين في آن واحد ضاربا بمضامين الدستور الجديد الذي توافق عليه كل المغاربة عرض الحائط، متجاهلا بذلك ما تستوجبه الأمانة العليا المتمثلة في خدمة هذا الوطن العزيز.. فنهيب بكل الغيورين على هذا الوطن الذي يجمعنا، كل من موقعه و بحسب درجة مسؤوليته أن يتدخل لإيجاد حل لهذا المركز الذي يحتضر بين أيد سوء، بعد أشهر قليلة من ولادته، فلا نريد لما قام به الملك من مجهودات ليرى هذا المشروع الاجتماعي النور أن يذهب أدراج الرياح ...